فنــون التربـية (4-6)

 

 

الجانب العقلي:

1)   يمكن القول بصفة عامة أن تلاميذ الصفوف الابتدائية الأولى شغفون جداً بالتعليم.

وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لغلام لم يتجاوز العاشرة يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله...هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أوامر الدين حتى قال ابن الجوزي: تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش فوا أسفى من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه.

2) والأطفال في هذا السن يحبون الكلام، ويميلون إلى أن تتاح لهم فرص أكثر للكلام والكتابة، وهم شغفون بالتسميع سواء عرفوا الجواب الصحيح أم لم يعرفوه.

3) كثير من الأطفال بعد اكتشافهم لقوة الكلمات يجربون اللغة البذيئة أو السوقية وهم يعرفون أن الآخرين يستجيبون لها بانفعال، ولو أنهم لا يفهمون سبب ذلك على وجه الدقة .

4) تبدأ مفاهيم الصواب والخطأ في النمو عادة وأفضل طريقة لمساعدة الأطفال عند هذا المستوى لكي يكسبوا فهماً أشمل للأخلاق هو أن تناقش أفعالاً معينة حال وقوعها، كما في حديث عمرو بن سلمة كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك، يقول عمر: فما زالت تلك طعمتي بعد) وأن تشجع التلاميذ على أن يفكروا لماذا يكون سلوك معين خيراً أو شراً .

5)  يضع كثير من أطفال المدرسة الابتدائية لأنفسهم مستويات عالية ويتجهون إلى الإتقان ويحاولون الوصول إلى الكمال، وكثيراً ما يؤدي العجز عن الارتقاء إلى هذه المستويات إلى شعور بالإحباط والإثم .

ومن الطرق الجيدة لتعليم التلميذ أن ينمى مستويات طموحه الواقعية وأن تجعله يبدأ بأعمال بسيطة وأن ينتقل تدريجيا إلى الأعمال الصعبة.

6) القدرة على التفكير: عوّده التفكير قبل أن يتصرف ليكون مسئولاً عن قراراته ونتائجها ويحترم حقوق الآخرين.

7) يقل اعتماد الطفل على والديه، ويثق الطفل بنفسه أثناء هذه الفترة أكثر من أي فترة سابقة فمعلوماته ومهاراته تتزايد ويصبح أقدر على إشباع حاجاته ولذلك يصبح أكثر استقلالاً عن الكبار وينتاب الطفل الضيق إذا ازداد توجيه الكبار له عما هو ضروري . وتقل رغبة الطفل في الاعتماد على الكبار وخاصة عندما يبلغ سن السابعة فثمة موضوعات يعتقد الطفل أنه لا يمكن بحثها بصراحة إلا مع أترابه لأن الكبار لا يفهمونها وهذه أحد أطوار عملية الفطام التي يجد الكبار صعوبة في تقبلها بصدر رحب، ومع ذلك فإن الأطفال ما يزالون في حاجة إلى دعم الكبار وإرشادهم وتوجيههم وعليك كمعلم أن تكون صبوراً مع هذا السلوك الناشز على قدر الإمكان وأن تتفهمه .

8) التذكر: يتمتع بذاكرة قوية في مرحلة البراعم ويسهل عليه استرجاع وتذكر الأشياء ويميل إلى الحفظ دون الفهم. ولذا كان كثير من السلف يبدءون في حفظ القرآن الكريم في سن السابعة .

 

 



بحث عن بحث