فنــون التربـية (2-6)

 

خصائص المراحل العمرية التي يمر بها الأطفال:

الجانب الجسمي:

1)   نمو جسمي بطيء في البداية، ويزداد مع نهاية المرحلة.

2)     نمو في بعض العضلات الكبيرة (الظهر، الكتفين، الصدر) والسيطرة عليها أوضح من السيطرة على العضلات الدقيقة (الأصابع، الكفين) مما يؤدي إلى قلة إتقان المهارات الدقيقة.

3)   نمو الجهاز العضلي يسبق نمو الدوري التنفسي.

4)      اتزان في الأجهزة الداخلية، مع تحسن التوافق العضلي العصبي والشعور بالتعب أثناء المجهود.

5)    لا تتكيف العينان تكيفاً تاماً حتى يصل معظم الأطفال إلى حوالي الثامنة من أعمارهم؛ وينتج عن ذلك أن كثيراً من التلاميذ في الصف الأول والثاني الابتدائي قد يجدون صعوبة في التركيز على الحروف الصغيرة أو الأشياء الدقيقة ، فالتمييز البصري في هذه الفترة لم يبلغ النضج الكافي حيث أن حوالي  8% من الأطفال دون السابعة مصابون" بطول النظر " ، وحوالي 2 % مصابون بقصر النظر أي أن الأطفال في هذه المرحلة لا يجيدون قراءة الخط المطبوع الصغير ، أو العمل بتناول أشياء دقيقة قريبة من أعينهم مدة طويلة من الزمن، ولابد أن نتجنب في هذه المرحلة كمعلمين أن نكلف الطفل بقراءة كثيرة متصلة، وأن نكون يقظين وملتفتين للعلامات التي تدل على تعب العينين ( مثل حك العينين والبربشة). وعلينا أن نشجع الأطفال على قراءة الكتب ذات الحروف الطباعية الكبيرة .

6)   كثرة الحركة والنشاط، وحب اللعب"جهد عضلي" فالأطفال في هذه الفترة نشطين جداً. وبالتحاقهم بالمدرسة الابتدائية، فإنه يُطلب منهم متابعة الدراسة إلى حد كبير وهم قعود، ومن هنا تظهر لديهم عادات تدل على التوتر والعصبية ؛ من قبيل قضم الأظافر ومضغ الأقلام وفتل الشعر والتململ وعدم الاستقرار في أماكنهم .

وعلينا أن نحدد مقدار أو مستوى الضوضاء والنشاط الذي ينبغي أن يسود خلال فترات الدراسة. فبعض المعلمين يصرون على الهدوء التام، ويؤدى هذا إلى إلقاء عبء كبير على كواهل الأطفال لأنهم سيبذلون جهداً كبيراً للمحافظة على هدوئهم وليتجنبوا غضب المعلم، وبالتالي سيضعف الجهد المبذول للفهم والدراسة .

ولعلك تستطيع كمعلم أن تقلل من مقدار النشاط المشتت إذا تجنبت أسلوب السرد في شرح الدرس الذي يُلزم التلاميذ بالمكوث في مقاعدهم والإنصات دون حراك وأكثرت من فترات الراحة أو الفسح، ويمكنك أن تجعل الأنشطة تتخلل الدروس نفسها كأن تتيح للتلاميذ أن يذهبوا إلى السبورة، وأن يحضروا أوراقهم إلى مكتبك في الصف، وأن يكتبوا أحياناً في الهواء بدلاً من أن يكتبوا على الورق ، وأن يحركوا مكاتبهم لعمل تنظيمات مختلفة تناسب النشاط التعليمي.  

ولعل مما يُلمح إلى ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : (كنت خلف رسول الله  صلى الله عليه وسلم يوماً فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )(1).

فهنا علّم النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس وهو غلام كلمات عظيمة جمعت بين خيري الدنيا والآخرة وهما راكبان يسيران ، ولم يستوقفه ويقابله وجهاً لوجه كما يحرص كثير من المعلمين أثناء التدريس ؛ فلا يشرح درسه حتى يُركز الطالب نظره عليه ، ويَسْكن على كرسيه !

وعمر بن أبى سلمة قال كنت فى حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي « يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك »0(2)


(1) أخرجه الترمذي باب لم يسمه ح 2516-4/667 وقال هذا حديث حسن صحيح . وكذا صححه الألباني .

(2) أخرجه مسلم باب آداب الطعام والشراب ح5388-6/109 .

 

 



بحث عن بحث