الصلاة يا أبنائي   (2-2)

 

أيها الأب ويا أيتها الأم.. إن في الحرص على إقامة صلاة الأبناء فوائد عظيمة منها:

 

1- براءة ذممكم أمام الله عزوجل والخروج من الاثم بعد تحبيبه للصلاة وأمره بها، قال ابن تيمية رحمه الله: ( ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة، فإنه يُعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويُعَزَّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغاً لأنه عصى الله ورسوله.

 2- احتساب أجر تعويده على العبادة قال صلى الله عليه وسلم:) من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالَة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً).رواه مسلم.

4- استشعار أن الابن في حفظ الله عزوجل ورعايته طوال ذلك اليوم، قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله). رواه ابن ماجه. 

5- خروج الابن إذا شب وكبر عن دائرة الكفار والمنافقين كما قال صلى الله عليه وسلم:) العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) . رواه أحمد، وكما قال عليه الصلاة والسلام:)  ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولَو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا). رواه البخاري.

6- تنشئة الابن على الخير والصلاح ليكون لكما ذخراً بعد موتكما فإن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط الصلاح في الابن كما في الحديث:( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).رواه مسلم.

 

ومن الأسباب المعينة على ذلك:

1- أن تكون لهم أيها الأب قدوة صالحة في المحافظة على الصلاة والحرص عليها، فإذا بلغوا سبعاً وعقلوا شُرع أمرُهم بالصلاة والذهاب بهم إلى المسجد؛ فإن الصغير ينشأ على ما كان عوَّده أبوه.

2- تقديم أمر الآخرة على أمر الدنيا في كل شيء، وتنشئة الصغار على ذلك وغرسه في نفوسهم، فلا تكون الامتحانات الدراسية أهم من الصلاة، ولا تكون المذاكرة أهم من الذهاب للمسجد، وليس من الفخر أن يكون ابنك مسئولاً كبيراً وهو ممن يتخلق بأخلاق المنافقين الذين لا يشهدون الصلاة،  ويكفيك عزاً وفخراً أن يأكل من كسب يده ويشهد جماعة المسلمين. وإن جمع الأمرين فَبِها ونعمت.

3- الصبر والمثابرة (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا )  طه:132  فالأمر فيه مشقة ونصب، وأبشر فإن الله عزوجل قال:  (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )  العنكبوت:69.

4- توفير الأسباب المعينة على القيام، ومن ذلك عدم السهر، وجعل ساعة منبهة عند الأذان أو قبله. وليكونوا في مقدمة الصفوف.

5- بث في أبنائك أحاديث الصلاة وحكم تاركها وعقوبته في الدنيا والآخرة، ورغبهم في الأجر العظيم لمن حافظ عليها، ولا تقل إنّهم صغار لا يعون، فهم يدركون ويحفظون ويحتاجون إلى ذلك لتقوية عزائمهم.

6- اجعلْ لهم الحوافز والجوائز حتى يحافظوا على الصلاة، وأَذْكُرُ أنَّ أحد الآباء كان يجعل لأبنائه الصغار ريالاً كل يوم عن صلاة الفجر، وكانت الثمرة المبكرة أن كان أحد هؤلاء الصغار من كبار الأئمة المعروفين. وأذكرُ أَيْضاً امرأة أرملة وتحتها يتيم صغير فكانت تخرج به لصلاة الفجر كل يوم وأكرمها الله عزوجل بِهذا الابن فحفظ كتاب الله عزوجل، وهو أحد أئمة المساجد الآن ومن أبر الناس بأمِّه.

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (حافظوا على أبنائكم في الصلاة، وعودوهم الخير فإن الخير عادة ( رواه الطبراني.

7- الدعاء لهم في كل وقت واجعلهم أحياناً يسمعون دعاءك لهم بالصلاح والهداية والتوفيق والسداد، ومن دعاء الأنبياء والصالحين (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ) إبراهيم:40.

8- اربطهم بصحبة طيبة ممن يحفظون القرآن ويحافظون على الصلاة مع الجماعة وشجع أولئك الصغار بالهدايا والحوافز فهم أبناء المسلمين.

9- ادْعُ لهم عند إيقاظهم واتلُ عليهم بعض الآيات والأحاديث (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ )لقمان:17، ودعهم يسمعون الأجر العظيم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم : ( بشِّر المشَّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) رواه أبو داود.

10- لترى منك والدتُهم أنك حريص على أمر صلاتِهم وإيقاظهم فإن ذلك يعينها على الاستمرار والحرص والتأكيد عليهم واشكر لها جهودها وشجعها على ذلك وهم يسمعون.

11- كما أنك أيها الأب إذا أردت شراء منْزل تفكر في قرب الخدمات من سكنك، فكر قبل ذلك بالمسجد ومدى قربه إلى منْزلك لأن في ذلك إعانة على الطاعة وتيسيراً لأمر الصلاة خاصة على الصغار مع مظنة حفظهم ومتابعتهم إذا كانت المسافة قصيرة.

12- استشعر أن ابنك الذي تحب قد يكون حطباً لجهنم إذا لم يُصلِّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم:6.

13- ليكن بينك وبين إمام المسجد تعاون في تشجيع أطفالك من قِبَلهِ وتقديم الجوائز لهم لمحافظتِهم على الصلاة - بما فيها صلاة الفجر - ولا يمنع أن يتحدث الإمام حاثاً الآباء على إحضار أبنائهم للصلاة، ثم يشكر الآباء الذين يحضرون أبناءهم ويسمي الصغار بأسمائهم ، أو يعلقها في لوحة جميلة ونحو ذلك .

رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبَّل دعاء .

جمع وإعداد

أ . باسمة بدر الجابري



بحث عن بحث