اختيار الأسماء ( 3 - 5 )

 

إذًا أيها الوالد البار لابنه , أيتها الأم الفاضلة , قد لا نختار لأبنائنا من مراتب الأسماء السابقة اسمًا , فلم يضيق بنا الأمر ولله الحمد، إذ شريعة ربنا واسعة , وقد جعل الأمر المشروع مراتب , فلنختار إذًا من الأسماء أحسنها , كما أوصانا بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( فأحسنوا أسمائكم )(1)، وكما كان يعجبه - صلى الله عليه وسلم-, فعن ابن عباس - رضي الله عنه- قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( يتفاءل ويعجبه الاسم الحسن ) رواه ابن حبان واللفظ لأحمد(2).

فإن للاسم الحسن موقعا في النفوس , وقد قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسير قول الله تعالى عن عبده يحيى : ( لم نجعل له من قبل سميا ) : ( وفي هذه الآية دليل وشاهد على أن الأسامي السنع ــ أي الجميلة ــ جديرة بالأثرة , وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية؛ لكونها أنبه وأنزه )(3).

وعليه فلا بد أن نحرص على جمال الاسم , مع مراعاة أن يكتب الصفة الشرعية [بأن يكون عربيا,  وأن يكون حسن المبنى والمعنى، لغة وشرعا ] .

 

وهناك جملة في الأدب يحسن أخذها بالاعتبار ما أمكن:

1/ الحرص على اختيار الاسم المندوب إليه شرعا، بحسب المراتب السابقة .

2/ مراعاة أن يكون الاسم قليل الحروف، خفيفا على الألسن, سريع التمكن من سمع السامع.

3/ مراعاة الملاءمة لحال المسمى, جاريا في أسماء أهل طبقته وملته وأهل مرتبته ؛ وهذا أمر يجب أن يتفطن إليه الوالدان , فكم هم الأبناء الذين سارعوا بتغيير أسمائهم عند البلوغ , لعدم مناسبتها لأهل طبقتهم .

 

فهيا بنا جميعا نحسن أسماء أبنائنا , أسماء تحبها النفوس، وتميل إليها , فيها الارتياح، والاستبشار، والسرور, فإذا قرعت هذه الأسماء الأسماع استبشرت بها النفس، وانشرح لها الصدر، وقوي بها القلب , وإذا سمعت أضدادها أوجب لها ضد هذه الحالة، فأحزنها ذلك , والله المستعان .

 

ولقاءنا يتجدد بإذن الله لنتعرف على ما يكره من الأسماء وما يحرم , والحمد لله .

 

ـــــــــــــ

(1) -سبق تخريجه .

(2) - أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 257) , وابن حبان في صحيحه , في باب الأسماء و الكنى (13/ 140) ح (5825)، وهو حديث ضعيف يرتقي إلى الحسن بروايات أخرى , راجع حاشية تحقيق شعيب الأرنؤوط لمسند أحمد , وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (4904)

(3) - ينظر: تفسير القرطبي.

 



بحث عن بحث