بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا الرياحين؟

 

جاء وصف الأولاد في الحديث بالرياحين، وقد اخترناه عنواناً تفاؤلاً وتغليباً للجانب الحسن في الأولاد، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (هما رَيْحانَتَايَ من الدنيا) (1).

وعن أبي أيوب الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان على صدره، فقلت: يا رسول الله! أتحبهما؟ قال (كيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا)(2).

وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج محتضناً أحد ابني ابنته وهو يقول (والله إنكم لتجبنون وتبخلون وإنكم لمن ريحان الله)(3).

وهذا من كمال رحمته صلى الله عليه وسلم بالصغار وشفقته عليهم، وهو تعليم منه للأمة الرحمة والشفقة واللطف بالصغار، ويقصد بقوله (لتجبنون وتبخلون) أي أنهم مسبب للبخل والجبن، فيبخل ويجبن الأبوان لأجلهم، ويقصد بالريحان الرحمة والراحة والرزق، والمعنى: أنهم مما أكرم الله بن الأناسي وحباهم به رحمة وراحة، أو لأنهم يشمون ويقبلون فكأنهم من جملة الرياحين التي أنبتها الله تعالى.

وقوله (وإنكم لمن ريحان الله) بعد قوله (لتجبنون وتبخلون) تنبيه على ما قد يترتب على وجودهم من الأمور المذمومة احتراساً عنها، ثم مدحهم بأنهم مع ذلك راحة للروح وباب للرزق.

وقديماً قيل (الولد إن عاش نفع، وإن مات شفع)(4).

 

الهوامش:

 (1) أخرجه البخاري ك فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب الحسن والحسين 7/77.

 (2) أخرجه الطبراني في المعجم ح 3890 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/181: رواه الطبراني، وفيه الحسن بن عنبسة وهو ضعيف.

 (3) أخرجه الترمذي باب ما جاء في حب الولد ح1910-4/317، وأحمد ح 27355-6/409، والحميدي ح334-1/160، والطبراني في المعجم الكبير ح 609-24/239، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ح1363-2/772.

 (4) انظر: فيض القدير 6/378، التيسير بشرح الجامع الصغير 2/487، مرقاة المفاتيح 8/504،505، النهاية 1/103، تحفة الأحوذي 6/32.



بحث عن بحث