زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها

    روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : (( أولم النبي صلى الله عليه وسلم لزينب فأوسع المسلمين خبزاً ولحماً فخرج – كما يصنع إذا تزوج – فأتى حجر أمهات المؤمنين يدعو ويدعون له ثم انصرف فرأى رجلين فرجع لا أدري آخبرته أو أخبر بخروجهما )) .

    وروى عنه أيضاً قال : (( بُني على النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش بخبز ولحم ، فأرسلت على الطعام داعياً فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون ، فدعوت حتى ما أجد أحداً أدعو فقلت : يا نبي الله ما أجد أحداً أدعوه ، فقال : ارفعوا طعامكم ، وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله ، فقالت : وعليك السلام ورحمة الله ، كيف وجدت أهلك ، بارك الله لك ، فتقرَّى (1) حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة ، ويقلن له كما قالت عائشة ، ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون – وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء – فخرج منطلقاً نحو حجرة عائشة ، فما أدري آخبرته أم أخبر أن القوم خرجوا ، فرجع حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة وأخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب )) .

    وعنه أيضاً قال : (( ما أولم النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أولم على زينب ، أولم بشاة )) .

    قال ابن بطال : ( أن ذلك لم يقع قصداً لتفضيل بعض النساء على بعض بل باعتبار ما اتفق ، وأنه لو وجد الشاة في كل منهن لأولم بها ، لأنه كان أجود الناس ، ولكن كان لا يبالغ فيما يتعلق بأمور الدنيا في التأنق ) .

    وقال الكرماني : ( لعل السبب في تفضيل زينب في الوليمة على غيرها كان للشكر لله على ما أنعم به عليه من تزويجه إياها بالوحي ) (2) .

                                         يتبع في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى


(1) أي تتبع .

(2) فتح الباري ( 9/238 ) .



بحث عن بحث