كيف تختار زوجتك

 

الدين أولاً:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع خصال: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)(1) في الحديث إخبار بما يفعل الناس في العادة، وأنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين.

وفيه حث على اختيار ذات الدين سواء اجتمعت فيها بقيت الصفات أم لا(2) وتقديم ذات الدين على غيرها من النساء ولو كن أكثر جمالاً منها لأمور؛ منها أن ذات الدين أكثر حفظاً لنفسها ولمال زوجها فعن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أربع من أعطيهن، فقد أُعطي خير الدنيا والآخرة قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجة لا تبغيه خَوْناً في نفسهاوماله)(3).

ومنها أن ذات الدين حسنة التبعل لزوجها وتفعله تديناً، فعن أبي هريرة قال: قيل لرسول الله أي النساء خير؟ قال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره)(4) ولفظ الطبراني (ما أفاد عبد بعد الإسلام خيراً له من زوج مؤمنة، إذا نظر إليها سرّته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله).

ومنها أن ذات الدين عضو صالح في مجتمع زوجها؛ لأنها تعلم ما عليها من واجبات وما لها من حقوق فتلزم حدودها، وتراقب الله تعالى في أفعالها، ومنها أن ذات الدين تُقدِّر مسؤولياتها تجاه بيتها وزوجها وأولادها، فإن جمعت ذات الدين معه الجمال فهو خير على خير، وقد راعى الإسلام الحاجة النفسية إلى الشكل الذي ترتاح له النفس ولأجل ذلك شرع النظر إلى المخطوبة، لكن ليحذر الشاب من الجري وراء الجمال وإغفال الدين، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكم وخضراء الدمن) فقيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: (المرأة الحسناء في المنبت السوء)(5). الودود الولود ثانياً: فتحبب المرأة لزوجها وتوددها إليه من الصفات المطلوبة، والتي ينبغي أن لا يغفلها الخاطب، وهذا مبني أيضاً على دين المرأة فكلما كانت أتقى لله عز وجل كانت أعرف بحق زوجها عليها، وأحرص على رضاه ما لم يكن فيه معصية لله تعالى، عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خير نسائكم من أهل الجنة الودود الولود العوود على زوجها؛ التي إذا أذنبت أو آذت أتت زوجها حتى تضع يدها في كفه، فتقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى)(6).

وكذلك أن تكون المرأة قادرة على الإنجاب بأن لا يكون فيها علة تمنع منه، عن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال: (لا) ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال: (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم)(7).

وبعد هذه الصفات تأتي بقية الصفات التي يطلبها الناس عادة؛ من الدراية بأمور البيت والدربة على التربية، والمهارة في التنظيم والتجمل... الخ.

وإذا وفقك الله أخي القارئ لاختيار امرأة ما فصلِ ركعتين - صلاة الاستخارة – ففيها الخير الكثير.


 

(1)   أخرجه البخاري ك النكاح باب الأكفاء في الدين ح 5090-9/132 مع الفتح، ومسلم ك النكاح باب استحباب نكاح ذات الدين 10/51 مع شرح النووي.

(2)   انظر سبل السلام 3/238، شرح النووي لصحيح مسلم 10/52، فتح الباري 9/135.

(3)   أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ح 2249-4/155،156 – انظر مجمع البحرين – وفي المعجم الكبير ح 11275-11/109، والبيهقي في كتابه الآداب ح 1030 ص459، قال المنذري في الترغيب والترهيب ح 7-3/67: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وإسناد أحدهما جيد، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/273: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجال الأوسط رجال الصحيح.

(4)   أخرجه النسائي ك النكاح باب أي النساء خير ح 3231-6/68، والحاكم ك النكاح باب أي النساء خير 2/161 وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وأحمد 2/251، والطبراني في المعجم الأوسط ح 2136-3/71، وهو حسن الإسناد لأجل محمد بن عجلان.

(5)   أخرجه في مسند الشهاب ح 957-2/96.

(6)   أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال ح493-2/682 قال: في إسناده خلف بن خليفة الأشجعي وهو صدوق . وحسّنه الألباني في صحيح الجامع ح 2604.

(7)   أخرجه أبو داود ك النكاح باب النهي عن تزويج من لا تلد من النساء ح 2050-2/227، والنسائي ك النكاح باب كراهية تزويج العقيم ح 3227-6/65، وابن حبان في صحيحه ك النكاح ذكر الزجر عن أن يتزوج المرء من النساء من لا تلد ح 4040 و 4045-6/144 نحوه، والحاكم ك النكاح باب تزوجوا الودود الولود 2/162 نحوه وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة ووافقه الذهبي، والبيهقي ك النكاح باب استحباب التزوج بالودود الولود 7/81 نحوه. وإسناد أبي داود حسن لوجود راوٍ صدوق هو مستلم بن سعيد لكن يشهد له حديث أنس الآتي الصحيح وبه يرتقي إلى الصحيح لغيره. وانظر فتح الباري 9/111 و نيل الأوطار 6/105.



بحث عن بحث