هلموا إلى الزواج (6-8)

الزواج مفتاح لحياة جديدة

 

بالزواج يستكمل كل من الزوجين خصائصه ؛ فيستكمل الرجل رجولته بالقوامة وتحمل المسؤولية ، وتستكمل المرأة أنوثتها بالتبعل لزوجها وحصولها على الأولاد ورعايتها لمملكتها . فكلاهما اتسعت دائرة اهتمامه وشغله ليشمل الآخر مع ما يحصل لهما من أولاد لكن كل منهما من وجه ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r : (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)(1)ومسؤولية الرجل غير مسؤولية المرأة ؛ فللرجل القوامة وعليه النفقة والحفظ قال سبحانه: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )(2)، وللمرأة النفقة وعليها الرعاية وتشارك الرجل في التربية ، إضافة إلى ما يُتوجب على كل منهما من حسن العشرة ، عن ابن عباس t قال : (.... ثم جاءته امرأة، فقالت: إني رسولة النساء، والله ما منهم امرأة علمت أو لم تعلم إلا وهي تهوى مخرجي إليك الله رب النساء والرجال وإلههن، وأنت رسول الله إلى الرجال والنساء؛ كتب الله الجهاد على الرجال، فإن أصابوا أجروا، وإن استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، فما يعدل ذلك من النساء؟ قال (طاعتهن لأزواجهن والمعرفة بحقوقهم وقليل منكن تفعله)(3) .

وبذلك يظهر أن الزواج حياة جديدة بأسلوب جديد بعضه حلو ، وبعضه مرّ وفي كله أجر وثواب لمن صبر واحتسب . 

 

 

 

 


 

(1)      أخرجه البخاري ك الأحكام باب قوله تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (6/2611) ح 6719 ، ومسلم ك الإمارة باب فضيلة الإمام العادل، وعقوبة الجائر (3/1459) ح 1820.

(2)      سورة النساء آية 34 .

(3)      أخرجه عبد الرزاق في مصنفه باب من نذر لينحر نفسه ح 15914-8/463 ، والطبراني في المعجم الكبير ح 2163-11/410 .



بحث عن بحث