الشيخ الدكتور مصطفى بن سعيد الخن إلى رحمة الله

 

        نعت دمشق الشام والعالم الإسلامي عالماً من علمائها، وفقيهاً من فقهائها الشيخ الدكتور مصطفى بن سعيد الخن، والذي وافته المنية يوم الجمعة 23 محرم سنة 1429هـ الموافق 1/2/2008 م خلال أدائه لصلاة الجمعة في جامع الحسن بحي الميدان.

ولد الفقيد بمدينة دمشق سنة 1340هـ من أسرة دمشقية عريقة. نشأ منذ نعومة أظفاره على التدين والاستقامة، فحضر مجالس العلماء آن ذاك وكان من أشهرها :

مجالس الشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله تعالى، ومجالس الشيخ حسن حبنكة رحمه الله تعالى، ولازمه طويلاً، وبه تخرج، ومجالس الشيخ إبراهيم الغلاييني رحمه الله تعالى، ومجالس الشيخ أبو الخير الميداني رحمه الله تعالى.

ومن أشهر تلاميذه شيخ قراء الشام الشيخ محمد كريم راجح بارك الله في عمره.

كان منطلق بداية تحصيله جامع منجك بحي الميدان بمدينة دمشق وبالأخص معهد التوجيه التابع له، إلى أن حصل على درجة الدكتوراه في الأصول بدرجة الشرف الأولى من جامعة الأزهر.

كان من المؤسسين لكلية الشريعة بجامعة دمشق سنة 1955م ورئيسا لقسم العقيدة الإسلامية.

ساهم في وضع مناهج التربية الإسلامية في وزارة التربية، وساهم أيضا في وضع كتب التربية الإسلامية بدور المعلمين والمعلمات.

عمل مدرساً في جامعة دمشق، ثم انتدب للتدريس في المملكة العربية السعودية فعمل مدرساً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمدينة أبها، ثم مدرسا في كليات البنات.

عاد إلى دمشق فعمل مدرسا ورئيساً لكلية الشريعة قسم التخصص بمعهد الفتح الإسلامي فرع جامعة أم درمان.

وعمل مدرساً في قسم الدراسات العليا بجامع إبي النور فرع جامعة الأزهر .

من مؤلفاته:

أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء، الكافي الوافي في أصول الفقه، عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، سلسلة أعلام المسلمين، الحسن البصري الحكيم الواعظ والزاهد العالم، سلسلة أعلام المسلمين،

دراسات تاريخية للفقه وأصوله والاتجاهات التي ظهرت فيها، الأدلة التشريعية وموقف الفقهاء من الاحتجاج بها.

وشارك في عدد من المؤلفات منها :

الفقه المنهجي, العقيدة الإسلامية, الإيضاح في علوم الحديث والاصطلاح.

أشرف على عدد من الرسائل الجامعية.

رحم الله أبا محمد فقد كان إلى آخر أيام حياته حاملاً هموم الأمة, متطلعاً إلى ما يحقق لها التمكين والسيادة. ما زلّت قدمه لمؤثرات الدنيا ومغرياتها ورجالاتها، فما كان من سكان سفوحها بل كان يتطلع إلى قمم المعالي ، لذا قل منافسوه لتميزه وندرتهم.

كان رحمه الله معطاء في علمه, حكيماً في توجيهاته وتحليلاته, مُسدداً في رأيه, مدركاً لما في عالمه, منصفاً في مواقفه, معتدلا في أقواله وأحكامه، متقيدا بوسطية هذا الدين العظيم.

أسأل الله سبحانه أن يتقبله في الصالحين وأن يجمعنا به في جنة النعيم آمين آمين آمين

 

وكتبه: سليمان مسلّم الحرش

 



بحث عن بحث