الحلقة (47) الظــــــن بمن سلم من الأنام

في ضوء الكتاب والسنة(9-15)

 

علاج ظن السوء:

علاج المجتمع:

ويكون بأمور:

الأمر الأول: (معرفة عظم هذا الأمر)

فمعرفة عظم هذا الأمر، ومدى خطورته وأثره، وحكم الشرع قبل ذلك فيه، بلا شك سبب عظيم في تركه واجتنابه.

فلا بد دوماً من معرفة الداء حتى يعرف الدواء.

فإذا علم هذا الأمر، وما موقف الكتاب والسنة، وما كان من نهج السلف الصالح فيه، وما مدى تأثيره البالغ وأذاه الجسيم؟ أمكن تسطير العلاج وذكره ومن ثم العمل به –بأذن الله-.

الأمر الثاني: (التقوى والورع والمراقبة)

فالتقوى والورع والمراقبة، كل هذه أساسيات في عمل كل طاعة، وترك كل معصية.

فمتى اتقى الله المرء هذب أقواله وأفعاله، وحرص أن يكون كل ما يصنعه في مرضاة الله –تعالى –.

ولو أحس كل فرد أن الله معه يحصي حركاته، ويسجل أعماله فلابد أن ينضبط سلوكه وفكره، وينضبط شعوره وقلبه، لا لأن الناس معه، وهو مضطر إزاءهم أن يكون تقيا ومنضبطا، وإنما لأن الله معه ((إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا)) [المجادلة: 7].

 والتاريخ الإسلامي حافل بنماذج من الرجال والنساء الذين صفت أنفسهم، وطهرت سرائرهم، ولم يكن في مقدور الفرد منهم أن ينال من  غيره في غيبته، وهو يعلم أن كلامه يكتب، وحديثه يسجل (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد) [ق: 18] رقيب مسجل كل حركة كل همسة، كل كلمة... (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36] (1)

فهو موقن بأنه سيسأل يوم القيامة عن أفعال جوارحه كلها.

يتبع علاج المجتمع


(1) انظر الاجتهاد في الشريعة الإسلامية، وبحوث أخرى من البحوث المقدمة لمؤتمر الفقه الإسلامي الذي عقدته جامعة الإمام محمد بن سعود/ 290-291.

 



بحث عن بحث