الظــــــن بمن سلم من الأنام
في ضوء الكتاب والسنة(2-15)
حالات الظن:
1- حالة تعرف وتقوى بوجه من وجوه الأدلة فيجوز الحكم بها وأكثر أحكام الشريعة مبنية على غلبة الظن كالقياس .... وغير ذلك من قيم المتلفات وأروش الجنايات.
2- أن يقع في النفس شيء من غير دلالة فلا يكون ذلك أولى من ضده فهذا هو الشك فلا يجوز الحكم به وهو المنهي عنه(1).
أقسام الظن:
1- محمود: هو ما سلم معه دين الظان من المظنون به عند بلوغه.
2- مذموم: ضده.
3- بدلالة قوله تعالى: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم) [الحجرات: 12] وقوله تعالى: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) [النور: 12] وقوله تعالى (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا) [الفتح: 12] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا كان أحدكم مادحاً فليقل أحسب كذا ولا أزكي على الله أحداً)) (2) .
وأكثر العلماء على أن الظن القبيح بمن ظاهره الخير لا يجوز وأنه لا حرج في الظن القبيح بمن ظاهره القبح قاله المهدوي(3) وبعضهم من قسمه إلى ثلاثة أقسام فقط:
1-مباح: كالظن في الأمور المعاشية.
2-واجب: كالظن حيث لا قاطع فيه من العمليات الواجبة الثابتة بغير دليل قطعي وحسن الظن بالله.
3 - محرم: كالظن في الإلهيات والنبوات وحيث يخالفه قاطع وظن السوء بالمؤمنين(4)
وجميع هذه التقسيمات متقاربة إلا أن أوضحها وأشملها الأول والله أعلم .
والمقصود بالبحث ظن السوء بمن سلم من المسلمين فكان ظاهره الخير .
يتبع ما ورد في القرآن الكريم عن ظن السوء
(1) تفسير القرطبي 16/330.
(2) أخرجه البخاري في كتاب الشهادات باب إذا زكى رجلً رجلاً كفاه. 3/158. كتاب الأدب باب مايكره من التمادح 7/87. مسلم: كتاب الزهد. باب النهي عن المدح إذا كان فيه افراط وخيف منه فتنة على الممدوح 18/125. أبو داوود كتاب الادب، باب في كراهية التمادح 4/255، وابن ماجة ابواب الادب، باب المدح ص: 3789 2/323، مسند الأمام أحمد 5/41، 45، 46، 47. عن أبي بكرة.
(3) تفسير القرطبي 16/331.
(4) تفسير ابي السعود 8/122،روح المعاني للألوسي26/176.