يـوم عرفـة (2-4)

 

وينبغي على الحاج أن يحافظ على الأسباب التي يرجى بها العتق والمغفرة ومنها:

(1)   حفظ جوارحه من المحرمات في ذلك اليوم:

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه من خلفه، وجعل الفتى يلاحظ إليهن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (ابن أخي، إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له) رواه أحمد.

كان السلف يستشعرون معنى الإحرام، فهو يعني عندهم الانخلاع من جميع الشهوات الأرضية، والتوجه بالروح والبدن إلى خالق السماوات والأرض. لذلك فقد كانوا يضطربون عند الإحرام، فتتغير ألوانهم، وترتعد فرائصهم خوفاً من عدم القبول.

فكان أنس بن مالك  رضي الله عنه إذا أحرم لم يتكلم في شيء من أمر الدنيا حتى يتحلل من إحرامه.

وهذا عليُّ بن الحسين رضي الله عنه لما أحرم واستوت به راحلته اصفرّ لونه وارتعد، ولم يستطع أن يلبي، فقيل له: ما لك؟ فقال: أخشى أن يقول لي: لا لبيك ولا سعديك!

(2)          الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غداة عرفة، فمنا المكبر ومنا المهلل …) رواه مسلم

(3)     الإكثار من الدعاء بالمغفرة والعتق في هذا اليوم، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو كل شيء قدير) رواه الترمذي وحسنه الألباني . فعلى المسلم أن يتفرغ للذكر والدعاء والاستغفار في هذا اليوم العظيم، وليدع لنفسه ولوالديه ولأهله وللمسلمين، ولا يعتدي في دعائه، ولا يستبطئ الإجابة، وليلح في الدعاء، فطوبى لعبد فقه الدعاء في يوم الدعاء.

ولتحذر أخي الحاج من الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم، كالإصرار على الكبائر والكذب والنميمة والغيبة وغيرها، إذ كيف تطمع في العتق من النار وأنت مصر على الكبائر والذنوب؟! وكيف ترجو المغفرة وأنت تبارز الله بالمعاصي في هذا اليوم العظيم.!

 

ومن آداب الدعاء في هذا اليوم أن يقف الحاج مستقبلاً القبلة، رافعاُ يديه، متضرعاً إلى ربه، معترفاً بتقصيره في حقه، عازماً على التوبة الصادقة.

 



بحث عن بحث