دور المرأة في خدمة الحديث (2-4)

 

نماذج من النساء العالمات:

من القرن الرابع :

أمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل ( 377هـ)، كانت من أفقه الناس في المذهب الشافعي ، وكانت على علم بالفرائض، والحساب، والنحو ، وكانت تفتي ويكتب عنها الحديث 0

كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية ( 463 هـ ) : كانت ركنا ركينا للحديث، ويحضر دروسها العلماء الكبار الفطاحل كالمحدث الفقيه البغدادي ، والمحدث الحميدي ، والمؤرخ أبو المحاسن المصري ، والنسابة المحدث السمعاني ، كلهم كانوا من جناة ثمارها العلمية ، وقد اعترف العلماء بفضلها، وسبقها في تدريس " الجامع الصحيح للبخاري " حتى أن محدث هراة أبا ذر الهروي قد وصى الطلبة أن لا يأخذوا الجامع الصحيح إلا عنها 0 قال الذهبي في حوادث سنة ( 463هـ ): وفيها توفيت كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية، أم الكرام، المجاورة بمكة ، روت الصحيح عن الكشميهني وروت عن زاهر السرخسي ، وكانت تضبط كتابها، وتقابل نسخها، ولها فهم ونباهة ، وما تزوجت قط ، وقيل إنها بلغت المئة ، وسمع منها خلق "  العبر 3 / 354 0

 

فاطمة بنت علاء الدين السمرقندي :

كانت من الفقيهات العالمات بعلم الفقه والحديث ، أخذت العلم عن جملة من الفقهاء ، وأخذ عنها كثيرون، وكان لها حلقة للتدريس ، وقد أجازها جملة من كبار القوم ، وكانت من الزهد والورع على جانب عظيم ، وكان لأبيها كتاب ( تحفة الفقهاء ) فحفظت التحفة ، وطلبها جماعة من ملوك الروم، وكانت حسناء فامتنع والدها ، وكان له تلميذ : أبو بكر الكاساني الملقب بملك العلماء ، لزم والدها، واشتغل عليه، وبرع في علمي الأصول والفروع ، وشرح تحفته وهو كتاب البدائع ، وعرضه على شيخه فازداد فرحاً به، وزوجه ابنته، وجعل مهرها منه ذلك ، فقال الفقهاء : شرح تحفته، وزوجه ابنته، وكان زوجها يخطئ فترده إلى الصواب ، وكانت الفتوى تأتي فتخرج وعليها خطها وخط أبيها، فلما تزوجت كانت تخرج وعليها خطها وخط أبيها وخط زوجها 0 

 

 

شُهدة بنت أحمد  (574هـ):

كان لها في الخط باع طويل ، وفي الحديث سنداً ، وأصحاب السير يذكرونها بـ "خطاطة" ، " وسند الحديث " ، و" فخر النساء " ،و" مسند العراق "وقد رزق أبوها شغفاً بالحديث ، وراعى في تعليمها إتقان الأساس والغزارة، وكان  زوجها رجلاً كريماًـ محباً للعلوم، وقد رزقت صيتاً طائراً في الحديث ، وامتازت بعلو سندها خصوصاً ، وكان يحضر حلقة دروسها عدد وافرمن الطلاب 0

 

الشيخة الصالحة فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح البغدادية الحنبلية (714هـ) :

اتقنت الفقه إتقاناً بالغاً ، وكانت تستحضر كثيراً من كتاب المغني لابن قدامة ، وكانت قد تفقهت عند المقادسة بالشيخ ابن أبي عمر وغيره ، وإذا ما أشكل عليها أمر سألت عنه الشيخ تقي الدين بن تيمية ، فكان يفتيها، ويتعجب من حسن فهمها، ويبالغ في الثناء عليها .     

وقد انتفع بها نساء كثيرات في دمشق ومصر ، وأثنى عليها الحافظ ابن رجب الحنبلي ووصفها بـ " الشيخة الفقيهة، العالمة، المسندة، المفتية، الفاضلة، المتقنة، المتفننة، الواحدة في عصرها، والفريدة في دهرها، المقصودة من كل ناحية "  0 وكانت فقيهة واعظة ، ذات إخلاص وخشية، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، وكانت تنكر على المغالين من الصوفية أتباع المحمدية في مؤاخاتهم النساء والمردان، وتنكر أحوالهم وأحوال أهل البدع ، وتفعل من ذلك مالا يقدر عليه الرجال ، وقد ختم القرآن على يديها كثير من النساء ، منهن زوجة الحافظ المزي ، وابنته زوجة ابن كثير ، وكانت مجتهدة صوامة قوامة "  

          ( جهود المرأة في القرن الثامن في الحديث  ص 62 )

 

سلمى بنت محمد الجزري :

ابنة الأمام القاريء المشهور ، ترجم لها والدها فقال : " شرعت في حفظ القرآن سنة (813هـ) ، وحفظت مقدمة التجويد، وعرضتها ، ومقدمة النحو، ثم حفظت طيبة النشر "الألفية " وعرضتها حفظاً بالقراءات العشر ، وأكملته في الثاني عشر من ربيع الأول سنة (832هـ) قراءة صحيحة مجودة، مشتملة على جميع وجوه القراءات ، بحيث وصلت في الاستحضار إلى غاية لا يشاركها أحد في وقتها 0 وتعلمت العروض، والعربية، وكتبت الخط الجيد، ونظمت بالعربي والفارسي ، هذا وهي في ازدياد إن شاء الله تعالى ، وقرأت بنفسها الحديث ، وسمعت مني وعليّ كثيراً، بحيث صار لها أهلية وافرة ، فالله يسعدها ويوفقها لخير الدنيا والآخرة "  غاية النهاية 1/310

 



بحث عن بحث