الحيـــــــاء

اسم الله الحيي الستير سبحانه جل جلاله (20-32)

 

الأثر السادس/ لا ينال العلم مستحِ ولا مستكبر:

فإنه سبحانه تعالى يقول (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) (الأحزاب:53) فعلى المسلم ألا يستحي في تعلم العلم، كما قالت أم سلمة رضي الله عنها: " رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من تعلم أمور دينهن"، وسئل ابن عباس رضي الله عنه: كيف بلغت إلى هذه الدرجة من العلم؟ فقال: بقلب عقول، ولسان سؤول.

 

الأثر السابع/ أنه سبحانه حيي ستير يحب الحياء والستر:

واقتران الحياء والستر إشارة إلى أنه حيث وُجد الحياء وجد الستر والعفاف ,وحيث تحلّ القبائح يحل معها التكشف و الفضائح، فلا يستر إلا كل مؤمن حيي، ولا يفضح ولا يكشف إلا كل فاحش بذيء، ومن حب الله عز وجل للتستر بشّر من يسترون عيوب إخوانهم بالستر عليهم في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة, والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"(1)

قال ابن حجر رحمه الله: معنى قوله (ستر مسلماً) أي: رآه على قبيح، فلم يظهره للناس، وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينه وبينه ، ومن الستر أيضاً أن يستتر الإنسان إذا وقع منه شيء.. إلى أن قال : والستر محله في معصية قد انقضت، والإنكار في معصية قد حصل التلبس بها فيجب عليه الإنكار وإلا رفعه إلى الحاكم.

وقال الإمام النووي رحمه الله في شرحه صحيح مسلم: المراد بالستر الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفاً بالأذى والفساد، فأما المعروف بذلك فيستحب ألا يستر عليه بل يرفع أمره إلى ولي الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة؛ لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والفساد، وأما جرح الرواة والشهود والأمناء على الأيتام والأوقاف ونحوهم، فلا يحل الستر عليهم إذا رأى منهم ما يقدح في أهليتهم وليس هذا من الغيبة المحرمة بل من النصيحة الواجبة.

 

يتبع آثار الحياء

 


 


(1) رواه مسلم برقم ( 2699 ) ..

 



بحث عن بحث