الحلقة (86)الحيـــــــاء

اسم الله الحيي الستير سبحانه جل جلاله(14-32)

 

 وقد قسم ابن القيم رحمه الله الحياء إلى عشرة أنواع :

1- حياء الجناية: فمنه حياء آدم عليه السلام لما فر هارباً في الجنة، قال تعالى " أفراراً مني يا آدم ؟ قال: لا يا رب: بل حياء منك ".

2- حياء التقصير: كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، فإذا كان يوم القيامة قالوا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.

3- حياء الإجلال: وهو حياء المعرفة، وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه.

4- حياء الكرم: كحياء النبي صلى الله عليه وسلم من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينب، وطولوا الجلوس عنده، فقام واستحيا أن يقول لهم: انصرفوا.

5- حياء الحشمة: كحياء علي بن أبي طالب رضي الله عنه  أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي لمكان ابنته منه.

6- حياء الاستغفار واستصغار النفس: كحياء العبد من ربه عز وجل حين يسأله حوائجه احتقاراً لشأن نفسه، واستصغاراً لها، وقد يكون هذا النوع لسببين:

    أ) استحقار السائل نفسه، واستعظام ذنوبه.

  ب) استعظام مسؤوله وهو المولى عز وجل.

7- حياء المحبة: فهو حياء المحب من محبوبه، حتى إنه إذا خطر على قلبه في غيبته هاج الحياء من قلبه، وأحس به في وجهه، ولا يدري ما سببه، وكذلك يعرض للمحب عند ملاقاته محبوبه ومفاجأته له روعة شديدة، فإذا فاجأ المحبوب محبه ورآه بغتة أحس القلب بهجوم سلطانة عليه، فاعتراه روعة وخوف.

8- حياء العبودية: فهو ممتزج من محبة وخوف، ومشاهدة عدم صلاح عبوديته لمعبوده، وأن قدره أعلى وأجل منها، فعبوديته له توجب استحياء منه لا محالة.

9- حياء الشرف والعزة: فحياء النفس العظيمة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل أو إعطاء أو إحسان فإنه يستحي مع بذله حياء شرف نفس وعزة.

10- حياء المرء من نفسه: فهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة، من رضاها لنفسها بالنفس وقناعتها بالدون، فيجد نفسه مستحياً من نفسه، حتى كأن له نفسين، يستحي بإحداهما من الأخرى، وهذا أكمل ما يكون من الحياء، فإن العبد إذا استحيا من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر أ.هـ

الأثر الخامس/ الحياء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن الحياء الحقيقي لا يمنع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فصاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق فيترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذا ليس بحياء حقيقة!! بل هو عجز وخور ومهانة، وإنما أطلقوا عليه حياء تشبيهاً.

 

يتبع فوائــــد الحياء



بحث عن بحث