هـــــدي الرســــــول صلى الله عليه وسلم  في التوجيه والفتوى  (1-14)

 

 

إذا أردنا أن نرسم شخصيَّة المفتي في أفقها الأعلى فلابد أن ننطلق من أفق محمد صلى الله عليه وسلم ، رسول الله، وخير خلق الله، قدوة العالمين، والأسوة الحسنة للمسلمين، الذي أدَّبه ربه فأحسن تأديبه، وشهد له في كتابه بعظمة خُلُقه فقال سبحانه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(1)

إنها الشهادة الكبرى والتكريم العظيم والثناء الرباني المجيد .. !

يعجز كل قلم، وينوء كل تصوِّر عن وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من ربِّ الوجود وبارئ الخلائق.. إنها شهادة الله .. في ميزان الله .. لنبيّ الله .. يسجلها ضمير الكون، وتكتب في اللوح المحفوظ، وتتردد في الملأ الأعلى إلى ما شاء الله .. وواقع سيرته .. وصفحات حياته تنطق بشهادة عمليّة على عظمة شخصيته .. ودماثة خلقه .. (2) .

كان خلقه القرآن .. يتمثل في شخصه حيًا، ناطقـًا متحركًا، يمشي على الأرض في إهاب إنسان!

لقد عاش النبي الكريم صلى الله عليه وسلم  واقعًا حيًّا لتلك الرسالة الخالدة العظيمة، بما فيها من الكمال والجمال، والعظمة والشمول، والصدق والحق والبرِّ والرحمةَّ .. وغيرها من الفضائل الإيمانية التي لا يراد أن تكون قيمًا مفردة مفككة .. عدل، وصدق وإحسان ..

إنما هي منهج متكامل، متوازن تتعاون فيه التربية التهذيبية مع الشرائع التنظيمية، وتقوم عليه فكرة الحياة كلها واتجاهاتها جميعًا، وتنتهي في خاتمة المطاف إلى رضوان الله والفوز بالجنة، لا إلى أي اعتبار آخر من اعتبارات هذه الحياة .

وقد تمثلت هذه الأخلاقيات الإسلامية النبيلة بكمالها وجمالها وتوازنها واستقامتها وثباتها في محمد صلى الله عليه وسلم  وثناء الله له بالخلق العظيم (3)


(1) سورة القلم، الآية: 4 .

(2) يراجع في ظلال القرآن، ص (3657 – 3658) .

(3) يراجع : في ظلال القرآن، ص(3657 – 3658) .

 

 



بحث عن بحث