حديث (كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا...)

 

*  عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا، فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الأُدْمَ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ، فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  ، فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا، فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَهَا أُدْمَ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ، فَأَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم  فَقَالَ: «عَصَرْتِيهَا ؟» قَالَتْ: نَعَمْ . قَالَ : « لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ قَائِمًا ». (1)

 

غريب الحديث :

عُكَّةٍ : العين والكاف أًصول صحيحة ثلاثة والمراد هنا الحبس ، والعُكَّةُ – بضم العين وتشديد الكاف - وعاء مستدير لطيف من جلد يجمع فيه العسل والسمن وهو بالسمن أخص (2) أصغر من القربة ، وسمِّيت بذلك لأنّ السَمْن يُجَمعُ فيها كما يُحْبَسُ الشيء (3) .والجمع عُكَكٌ وعُكَاك .

الأُدْمَ : الهمزة والدال والميم أصلٌ واحدٌ، وهو الموافقة والملائمة، ومنه أدْمُ الطعام لأن صلاحه وطيبه إنما يكون بالإِدَام (4) .

والإدَامُ جمعه أُدْم،و آدَامً (5)  وهو ما يُؤْتَدَمُ به، من مرق يؤكل مع الخبز أو أيَّ شيءٍ كان (6) .

ووجه التأويل في قوله: « لو تركتيها ما زال قائمًا » : أي ثابتًا دائمًا، وفيه أن المنح الإلهية يجب أن لا يتقصَّى أمرها بل تترك مهملة بلا عدِّ ولا تقدير، لأن تقدير ما فيها مضادّ للتسليم والتوكل على رزق الله تعالى فيؤاخذ فاعله برفع البركة منـه ويـرده إلى حوله وقوته والله أعلم(7)


(1)  صحيح، رواه مسلم  (1081 ح2280) .

(2)  لسان العرب (10/469)، أعلام الحديث (3/1598)، إكمال المعلم (7/243) .

(3)  معجم مقاييس اللغة ص(623)، مختار الصحاح (ص188)، مشارق الأنوار (2/104) .

(4)  معجم مقاييس اللغة (ص49) .

(5)   مشارق الأنوار (1/39) .

(6)  لسان العرب (12/9)، مختار الصحاح (ص4)، النهاية (1/31) .

(7)  ينظر: شرح الأبي (6/98) .

 



بحث عن بحث