حديث (كانَ أكثرَ دُعَائِه؛ يَا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثبتْ قَلْبِي عَلى دِيْنكَ..)

 

(20) عن شهر بن حوشب قال: قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين ! مَا كانَ أكثرَ دُعاء رسولِ الله صلى الله عليه وسلم  إذَا كَانَ عنْدكِ؟ قال: قالت: كانَ أكثرَ دُعَائِه؛ يَا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثبتْ قَلْبِي عَلى دِيْنكَ . قلت: يا رسول الله ما أكثرَ دُعاءَكَ يا مقلِّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينك؟ قال: « يا أُمّ سلمة؛ إنه ليس آدميٌّ إلا وقلبُه بين إصبعين من أصابِعِ اللهِ ما شاء منها أقامَ وما شاء أزاغَ » . (1)

 

أم سلمة (السائلة) :

هي هند بنت أبي أُميَّة ، القُرشِيَّة المخزومية، أم المؤمنين، مشهورةٌ بكنيتها ،كان أبوها يُلَقَّب ((زاد الراكب)) لأنه كان أحدَ الأجواد، يكفي رفاقَهُ في السَّفرِ الزادَ.

وكانت تحت أبي سلمة بن عبد الأسد وهو بن عمها، وهاجرت معه إلى الحبشة ثم هاجرت إلى المدينة، فيقال إنها أول ظعينة دخلت إلى المدينة مهاجرة .

ولما مات زوجها خطبها النبي صلى الله عليه وسلم  وبعث إليها عمر بن الخطاب فقالت: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنّي امرأة غيرى وأني امرأة مصبية وليس أحد من أوليائي شاهد، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فذكر ذلك له، فقال ارجع إليها فقل لها: « أما قولك إني امرأة غيرى فسأدعو الله لك فيذهب غيرتك، وأما قولك إني امرأة مصبية فستكفين صبيانك وأما قولك أن ليس أحد من أوليائي شاهد فليس أحد من أوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك » (2).

فتزوجها، وكان زواجهما سنة 2هـ ، روت أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم  كثيرًا وعن أبي سلمة، وروى عنها أولادها؛ عمر وزينب – ابني أبي سلمة –وآخرون ، ماتت في آخر سنة 61هـ. (3)


(1) رواه ابن أبي شيبة – واللفظة له – (6/168 ح 30406) و (6/25 ح 29197) .

 والترمذي (2014 ح 3522) وأحمد (6/315) وأبو يعلى (12/419 ح 6986) و الطبراني ) في الكبير (23/ 338 ح 785) . قال الترمذي: هذا حديث حسن .وقال الهيثمي: إسناده حسن . والتحقيق: أن رجال الإسناد ثقات إلا شهر بن حوشب، تكلّم فيه بعض النقاد والراجح، توثيقه فالحديث بمجموع طرقه وشواهد صحيح لغيره .مجمع الزوائد (10/179) .

(2) ورواه النسائي (2298 ح 3256) .

 (3)  الاستيعاب (4/1920)، صفوة الصفوة (2/40)، الإصابة (8/150) .

 



بحث عن بحث