المداخلات النسائية التي سُلّمت مكتوبة لأمانة الندوة

 

 

مداخلة الدكتورة نوال العيد:

أستاذة الحديث بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن:

 

أشكركم على عقد هذه الندوة التي أسأل الله أن يخرج بتوصيات تفعّل، وآمل أن لا تفعّل جانبين مهمين:

أولها: ما تواجهه السنة النبوية من تشكيك في ثبوتها وعدم التسليم بها باعتبارها رواية وآحاد، وقد لقيت هذه اللوثة انتشاراً بين أنصاف المتعلمين وبعض المثقفين ونالت سلبياتها بعض أفراد الجيل والمجتمع مما يلفت أنظارنا إلى ضرورة رسم خطة لمواجهة هذه الشبهة للحد من انتشارها وتقليص وزرها.

 

ثانياً: ما يسمى بـ:-

-     قراءة النص أكثر من قراءة، والتسليم بعد دراسة النص دون قداسة الفهم، وهذا يستدعي منا رسم قواعد وضوابط.

-     الخروج من رتابة الطرح، وجادة القص واللزق عند طرح مواضيع الحديث النبوي مما يدعونا إلى ضرورة أن يبنى المنهج السلفي بالطرح العصري الذي يتناسب مع متغيرات العصر ومستجداته وإلا فسنجدنا مضطرين إلا محادثة أنفسنا وخسارة ربط الجيل والمجتمع بالسنة النبوية لتقلص واثرة التأثير مع وجود مؤثرين - مع التركيز على قراءة روح النص، وتنزيله على الواقع في ضوء فهم السلف الصالح.

أضف إلى طرح موضوعات العصر ونوازله من منظور الحديث النبوي ولناظر إلى مكتبة السنة يجدها لا تخرج عن أمرين إما مواضيع متخصصة لا يقرؤها إلا طالب العلم المختص، أو مواضيع كتبها من لا يملك أدوات المهارة الحديثية فلا يخلو مؤلفه من حديث ضعيف أو طرح مثله.

 

 


 

 

مداخلة الدكتورة منى بنت أحمد القاسم :

أستاذة الحديث بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن: 

 

في البداية يطيب لي أن أشكر شبكة السنة النبوية وعلومها على عقد هذه الندوة الرائعة التي أسأل الله تعالى أن يبارك فيها وينفع بها، كما أشكر معالي وزير الشؤون الإسلامية على تشريفه وأشكر المشايخ والعلماء على طرحهم المميز وأبدأ مداخلتي بأن المرأة في ظلال الكتاب والسنة تتفيأ في طمأنينة وهناء كمال التشريعات الربانية التي حفظت لها حقوقها على نحو لم تسبق إليه من قبل من العناية والتكريم ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) ) وفي لجّة الحياة ومعترك مجالاتها تعرض المرأة هموم أسدية حسم القرآن الكريم مادتها وشفت السنة النبوية سقامها ولكن الواقع الملموس يرينا في أحايين كثيرة صوراً بائسة من الظلم والإجحاف لبعض قضايا المرأة للتقاعس عن ممارسة التطبيق العملي الشرعي لها والأمثلة كثيرة.

فهذه امرأة تحت زوج غني تتكفف الناس وأخرى تزوج عليها وهجرها وأمسك نفقتها وحرم صغارها، وثالثة طلاقها لسنوات ولم يخبرها ورابعة وخامسة،، الأمر الذي جرّ مفاسد كثيرة وفتح أبواباً من التعاسة على حياتها وجرأ المتطاولين على ديننا للنيل من ثوابتنا وحل قضايانا من منطقٍ عصري وطريقة عقلانية مما يزعمون!

وديننا غني عن ترهاتهم وسفاهتهم.

ويبقى السؤال الملّح ما دورنا من خلال السنة النبوية في تثقيف المرأة بحقوقها الشرعية والوثائق النظامية مع رسم إليه للحصول على الحق، جمعاً بين مقاصد أحكام الشريعة النظرية أو التطبيقية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 


 

 

مداخلة الدكتورة رقية المحارب :

 

الحمد لله والصلاة والسلام على خير المرسلين وبعد:

فأشكر شبكة السنة النبوية على عقد هذه الندوة، وموضوعها فهم السنة الضوابط والإشكالات، وتحرير هذه المسألة، ونشر هذا المفهوم والاجتماع عليه ويحقق مصلحة عظيمه ألا وهي الاجتماع، ونبذ الاختلاف، أعنى به الاختلاف والمذموم في قوله تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) )، والمقصود أن يكون الخلاف مفرقاً للقلوب شتتاً للجهود دافعاً يقول شيخ الإسلام: ( كانوا يتناظرون في المسائل العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شئ تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا إخوة).

ويقول يوسف: ( ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا ولقيته فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق على مسألة )

قال الذهبي معلقاً : ( هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه فما زال النظراء يختلفون).

 

لكن الاختلاف المعقول منوط بالفهم النابع من الأصول ولا يتعارض معها أما ما لا يدخل تحت أصل ولا ينضبط بضابط فإن الاتفاق على نبذ هذا النوع من المخالفة هو الذي ينبغي أن ندعو إليه ونرفع ستاره.

 



بحث عن بحث