قضيتنا قضية كبرى، تنبع من أهمية هذا الموقع، وتنطلق من تحقيق رسالة قديمة قدم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، جديدة بجدة هذا الدين، تتعلق بمصدر أساس من مصادر التشريع، تلكم هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، هذه السنة العظيمة التي تعبدنا لله تعالى بها قراءة وحفظاً، وعلما وتعلماً، وعملاً ونشراً ودفاعاً عنها.

ولقد اجتهد الصحابة رضوان الله عليهم في حفظها ونقلها لمن بعدهم وهكذا حتى وصلت إلى أئمة السنة فحفظوها في مصنفات عظيمة جمعاً وحفظاً لها، ودراسة لأسانيدها، وبيان صحيحها من ضعيفها، وتلاهم أئمة أعلام أسهموا في خدمة السنة النبوية تأليفاً وشرحاً، وتفعيلاً لمصطلحاتها، وتمحيصاً لرجالها، وهكذا مع مرور الزمن، وتعاقب السنون، والسنة تحظى ولله الحمد والمنة بخدمة جليلة وعظيمة حتى وصل الأمر إلى زماننا اليوم فتضاعف إخراج المؤلفات والكتب، وفتحت أقسام في الجامعات، وأوجدت مراكز خاصة، وجوائز وضعت لهذا الغرض، وعقدت ندوات ومؤتمرات، وجدت برامج حاسوبية، ومواقع على الشبكة العنكبوتية، ودروس علمية، وبرامج إعلامية، بل وخصص لها قنوات فضائية وغيرها ولله الحمد والمنة مما يشجع بمستقبل باهر لخدمة السنة النبوية.

ومع هذا كله فلا زال ولا يزال في المجال متسع لخدمة السنة النبوية وعلومها علماً وتعلماً، فقهاً وعملاً، نشراً ودفاعاً، وبخاصة أنه في المقابل وجدت حملات مضادة لصد المسلمين عن دينهم، وعن كتاب ربهم، وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وما حملات الاستهزاء والسخرية بالنبي صلى الله عليه وسلم في العام المنصرم، وكذا اللمز والغمز بشريعته وبما جاء به من الله تعالى، وما يوجد من حملات تشكيكية في صلاحية هذا الدين... كل ذلك ينشط بين وقت وآخر.

وقضيتنا التي نريد من القرّاء والباحثين أن يسهموا معنا فيها هي تجلية خدمة السنة النبوية وكيفية نقلها للمسلمين في مكان واحد ليكونوا على مستوى تطبيقها والعمل بها، وهل نكتفي بما حقق من إنجازات – كما أشير إليه – أو لا زلنا بحاجة أكثر إلى وسائل تصل إلى كل فرد وإلى كل أسرة وإلى كل مجتمع ليرتفع مستوى أدائنا وخدمتنا للسنة المطهرة فتنتقل إلى واقع تطبيقي.

نأمل من قرائنا الكرام، وباحثينا الأجلاء أن يدلوا بدلوهم في هذه القضية المهمة.

سدد الله الخطى ونفع بالجهود وبارك في الجميع.



بحث عن بحث