طرق حديث : " الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .." .

 

 

الكاتب  طاهر نجم الدين المحسي

 

  " الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُعْطِيهِمْ مَا سَأَلُوا، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ مَا دَعَوْا، وَيُخْلِفُ عَلَيْهِمْ مَا أَنْفَقُوا الدِّرْهَمَ أَلْفَ أَلْفٍ ". أخرجه البيهقي في ( شعب الإيمان ) ( 3 / 476 ) : 4105 –( أخبرنا أبو بكر محمد بن يوسف بن الفضل القاضي الجرجاني قدم علينا نيسابور نا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم نا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي نا محمد بن سلمه الباهلي نا ثمامه البصري نا ثابت البناني عن أنس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " الحجاج و العمار وفد الله عز و جل ، يعطيهم ما سألوا ، و يستجيب لهم ما دعوا ، و يخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف " . ـ ثمامه غير قوي . قلت : تساهل البيهقي رحمه الله في الحكم عليه !!؛ هو: ابن عبيدة البصري -: قال البخاري في " التاريخ " ( 1/ 2/ 178 ): "ضعفه علي ( يعني: ابن المديني )، ونسبه إلى الكذب ". وكذا رواه عنه ابن أبي حاتم، وروى عن أبيه أنه قال: " هو منكر الحديث ". وللحديث طرق كثيرة نتكلم عليها بعون الله 1حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أخرج النسائي (2625و 3121 ) وأبو عوانه في ( مسنده ) (7548 ) وابن خزيمة في ( صحيحة ) ( 2511 ) وابن حبان في ( صحيحة ) ( 3692 ) والحاكم في ( المستدرك ) ( 1 / 440 ) والبيهقي في ( السنن الكبرى ) ( 5 / 262 ) كلهم من طريق : ابْنُ وَهْبٍ عَن مَخْرَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَفْدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ الْغَازِي وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ ". قال الإمام الدار قطني في ( العلل ) ( 10 / 125 ) : (يَروِيهِ سُهَيلُ بن أَبِي صالِحٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ بُكَيرُ بن عَبدِ الله بنِ ألأشج ، عَن سُهَيلٍ ، عَن أَبِيهِ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، تَفَرَّد بِهِ عَنهُ ابنُهُ مَخرَمَةُ بن بُكَيرٍ. وخالَفَهُ رَوحُ بن القاسِمِ ، وسُلَيمانُ بن بِلاَلٍ ، وعَبد العَزِيزِ بن المُختارِ ، والدَّراوَردِيُّ ، وابن حازم ، ووُهَيبُ بن خالِدٍ رَوَوهُ عَن سُهَيلٍ ، عَن أَبِيهِ ، عَن مِرداسٍ الجند عي ، عَن كَعبِ الأَحبارِ قَولُهُ . وهُو الصَّحِيحُ ). وقال الإمام أبو حاتم الرازي في ( العلل ) ( 1 / 379 ) : (ورواهُ سُليمانُ بنُ بِلالٍ ، عن سُهيلٍ ، عن أبِيهِ ، عن مِرداسٍ الجند عي ، عن كعبٍ قولهُ. ورواهُ عاصِمٌ ، عن أبِي صالِحٍ ، عن كعبٍ قولهُ ) . قال الحافظ البيهقي في ( الشعب ) ( 3 / 475 ) : (و حديث وهيب أصح ) . قلت : وهيب رواه موقوفا ؛ قال البيهقي في ( الشعب ) :4101 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هاني حدثنا السري بن خزيمة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا  وهيب عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن مرداس عن كعب قال :( الوفود ثلاثة الغازي في سبيل الله وافد على الله و الحاج إلى بيت الله و المعتمر وافد على الله ما أهل مهل و لا كبر مكبر إلا قيل ابشر قال مرداس بماذا ؟ قال بالجنة ) . وأخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف ) ( 3 / 475 ) : حدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضَمْرَه السَّلُولِيِّ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : الْحَاجُّ ، وَالْمُعْتَمِرُ ، وَالْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَفْدُ اللهِ ، سَأَلُوا فَأُعْطُوا ، وَدَعَوْا فَأُجِيبُوا. وأخرجه الفاكهي في ( أخبار مكة ) : 912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولِيِّ قَالَ: إِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ: " الْغَازِي وَافِدٌ عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَالْحَاجُّ وَافِدٌ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كُلَّمَا كَبَّرَ مِنْهُمْ مُكَبِّرٌ وَأَهَلَّ بَلَّغَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبُشْرَى " فَقَالَ مِرْدَاسٌ: بِمَاذَا يُبَشِّرُونَهُ ؟ قَالَ كَعْبٌ: " فَهِمْتَ مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ " فَانْتَسَبَ لَهُ، فَقَالَ كَعْبٌ: " فَإِنَّا نَزْعُمُ ذَلِكَ " . قلت : وفي حديث مخرمة بن بكير علة وهي : أن مخرمة لم يسمع من أبيه ؛ قال الحافظ العلائي في ( جامع التحصيل ) : (قال أحمد بن حنبل : هو ثقة إلا أنه لم يسمع من أبيه شيئا إنما روى من كتاب أبيه . وكذلك قال بن معين نحوا منه . وقال أبو داود : لم يسمع من أبيه إلا حديث الوتر . وقال موسى بن سلمه : أتيت مخرمة ، فقال : لم أدرك أبي ولكن هذه كتبه. قلت : أخرج له مسلم عن أبيه عدة أحاديث وكأنه رأى الوجادة سببا للاتصال وقد انتقد ذلك عليه ) . وقال الحافظ ابن حجر في ( طبقات المدلسين ) : (قال بن المديني : سمع من أبيه قليلا وقيل لم يسمع منه شيئا وحدث عنه بالكثير . وقال أبو داود : ولم يسمع منه إلا حديث الوتر . ووصفه زكريا الساجي بالتدليس . وقال مالك : حلف لي مخرمة أنه سمع من أبيه . وقال موسى بن سلمه : قلت : لمخرمة بن بكير سمعت من أبيك قال لم أدرك أبي وهذه كتبه. ) . قلت : وهو مع الخلاف في سماعه من أبيه ؛ فيه ضعف في حفظه ، قال ابن معين : ضعيف ؛ ومدلس كما وصفه به الساجي ، وقد عنعن ؛ وخالف جمع من الثقات فلا شك حينئذ بشذوذ روايته . قلت : وتابعه عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ عند الفاكهي في ( أخبار مكة ) 907- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمَكَّةَ: " الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ تَعَالَى، يُعْطِيهِمْ مَا سَأَلُوا، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ فِيمَا دَعَوْا، وَيُخْلِفُ لَهُمْ مَا أَنْفَقُوا، وَيُضَاعِفُ لَهُمُ الدِّرْهَمَ أَلْفَ أَلْفَ دِرْهَمٍ " فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي وَأُمِّي أَيْنَ هَذِهِ الْمُضَاعَفَةُ ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا نَفَقَاتُهُمْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُعَجِّلَنَّهَا لَهُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا، وَأَمَّا الْأَلْفُ الْأَلْفِ فَهِيَ فِي الْآخِرَةِ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَلدِّرْهَمُ الْوَاحِدُ مِنْهَا أَثْقَلُ مِنْ جَبَلِكُمْ هَذَا " وَأَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ " . قلت : هذا إسناد ضعيف جداً ؛ فيه عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمى ، أبو زيد البصري ، قال الحافظ في ( التقريب ) : ( متروك ، كذبه ابن معين ) . وأبوه زيد بن الحواري العمى ، قال الحافظ في ( التقريب ) : ( ضعيف ) . وأخرجه ابن ماجة ( 2892 ) والطبراني في ( الأوسط ) ( 6 / 247 ) والبيهقي في ( الكبرى ) ( 5 / 262 ) وابن بشران في ( أمالية ) ( 204 ) كلهم من طريق : صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلًى لِبَنِى عَامِرِ بْنِ لُؤَي حدثني يَعْقُوبُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« الْحَاجُّ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ ». قال البيهقي : صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قلت : وكذا قال البخاري . و يَعْقُوبُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قال الذهبي : ( غير حجة ) والحافظ : ( مجهول الحال ) . 2 – طرق حديث ابن عمر رضي الله عنهما : أخرجه ابن ماجة ( 2893 ) والطبراني في ( الكبير ) ( 12 / 422 ) وابن حبان في ( صحيحة ) ( 3613 ) كلهم من طريق : عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم " . قال الإمام الدار قطني في ( العلل ) ( 13 / 217 ) : (يرويه عطاء بن السائب ، واختُلِفَ عنه ؛ فرواه عمران بن عُيَينة ، عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، عن ابن عُمَر ، عنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم. وكذلك قال الحسين بن الوليد : عن حماد بن سلمه ، عن عطاء بن السائب وقال جَرير بن عبد الحميد : عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، قوله. ولا يصح رفعه عن عطاء ). وقال ابن أبي حاتم في ( العلل ) ( 1 / 325 ) : ( وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ يحيى بنُ حسّانٍ ، عن حمّادِ بنِ سلمه ، عن عطاءِ بنِ السّائِبِ ، عن مُجاهِدٍ ، عنِ ابنِ عُمر ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : الحاجُّ ، والمُعتمِرُ ، والغازِي وفدُ اللهِ الحدِيث. قال : هذا خطأٌ ، كذا حدّثنا الحروِيُّ ، عن يحيى بنِ حسّانٍ ، إِنّما هُو : مُجاهِدٌ ، عن عُمر ) . قلت : عمران بن عُيَينة قال الحافظ : ( صدوق له أوهام ) . عطاءِ بنِ السّائِبِ ( صدوق اختلط ) : وعطاء بن السائب أبو السائب الثقفي أحد الأعلام صدوق فيه لين واختلاط ولا بد لمن يحتج بحديثه أن يكون صاحب يقظة وعلم بأصحاب السماع القديم منه فمن يحتج بحديثه أن يكون صاحب يقظة وعلم بأصحاب السماع القديم منه فمن يحتج بحديثهم عنه وبهؤلاء الذين سمعوا منه بأخره بعد التغير وهؤلاء الذين سمعوا منه في الصحة والتغير. قال ابن حجر في التهذيب: فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيرا وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح ومن عداهم يتوقف فيه الا حماد بن سلمه فاختلف قولهم والظاهر أنه سمع منه مرتين مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدار قطني ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه والله أعلم". وقال ابن الصلاح في علومه: " فمنهم (عطاء بن السائب) اختلط في آخر عمره فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه مثل (سفيان الثوري) (وشعبة) لأن سماعهم منه كان في الصحة وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منه آخرا وقال (يحيى بن سعيد القطان) في (شعبة) : إلا حديثين كان (شعبة) يقول : سمعتهما بالآخرة عن (زادان)". وقد تعقب العراقي ابن الصلاح فقال: "قوله فمنهم عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه مثل سفيان وشعبة إلى آخر كلامه وقد يفهم من كلامه في تمثيله بسفيان وشعبة من الأكابر أن غيرهما من الأكابر سمع منه في الصحة وقد قال يحيى بن معين جميع من روى عن عطاء روى عنه في الاختلاط إلا شعبة وسفيان وقال أحمد بن حنبل سمع منه قديما شعبة وسفيان وقال أبو حاتم الرازي قديم السماع من عطاء سفيان وشعبة وقد استثنى غير واحد من الأئمة مع شعبة وسفيان حماد بن زيد قال يحيى بن سعيد القطان سمع حماد بن زيد من عطاء بن السائب قبل أن يتغير وقال النسائي رواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة انتهى وقال في موضع آخر حديثه عنه صحيح وصحح أيضا حديثه عنه أبو داود والطحاوي كما سيأتي ونقل الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبى بكر بن خلف بن المواق في كتاب بغية النقاد الاتفاق على أن حماد بن زيد إنما سمع منه قديما واستثنى الجمهور أيضا رواية حماد بن سلمه عنه أيضا فممن قاله يحيى بن معين وأبو داود والطحاوي وحمزة الكتاني فروى ابن عدى في الكامل عن عبد الله ابن الدورقي عن يحيى بن معين قال حديث سفيان وشعبة وحماد بن سلمه عن عطاء ابن السائب مستقيم وهكذا روى عباس الدوري عن يحيى بن معين وكذلك ذكر أبو بكر بن أبى خيثمه عن ابن معين فصحح رواية حماد بن سلمه عن عطاء وسيأتي نقل كلام أبى داود في ذلك وقال الطحاوي وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم وهم شعبة وسفيان الثوري وحماد بن سلمه وحماد بن زيد وقال حمزة بن محمد الكتاني في اماليه حماد بن سلمه قديم السماع من عطاء بن السائب نعم قال عبد الحق في الأحكام أن حماد بن سلمه من سمع منه بعد الاختلاط حسبما قاله العقيلي في قوله إنما ينبغي أن يقبل من حديثه ما روى عنه مثل شعبة وسفيان فأما جرير وخالد بن عبد الله وابن علية وعلى بن عاصم وحماد بن سلمه وبالجملة أهل البصرة فأحاديثهم عنه مما سمع منه بعد الاختلاط لأنه إنما قدم عليهم في آخر عمره انتهى وقد تعقب الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبى بكر بن المواق كلام عبد الحق هذا بأن قال لا يعلم من قاله غير العقيلى والمعروف عن غيره خلاف ذلك قال وقوله لأنه إنما قدم عليهم في آخر عمره غلط بل قدم عليهم مرتين فمن سمع منه في القدمة الأولى صح حديثه عنه قال وقد نص على ذلك أبو داود فذكر كلامه الآتي نقله أنفا واستثنى أبو داود أيضا هشاما الدستوائي فقال وقال أحمد قدم عطاء البصرة قدمتين فالقدمة الأولى سماعهم صحيح سمع منه في المقدمة الأولى حماد بن سلمه وحماد بن زيد وهشام الدستوائى والقدمة الثانية كان تغير فيها سمع منه وهيب وإسماعيل يعنى بن علية وعبد الوارث سماعهم منه فيه ضعف قلت وينبغي استثناء سفيان بن عيينة أيضا فقد روى الحميدي عنه قال كنت سمعت من عطاء بن السائب قديما ثم قدم علينا قدمته فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته انتهى فأخبر ابن عيينة أنه اتقاه بعد اختلاطه واعتزله فينبغي أن تكون روايته عنه صحيحة والله أعلم وأما من سمع منه في الحالين فقال يحيى بن معين فيما رواه عباس الدوري عنه سمع أبو عوانة من عطاء في الصحة وفى الاختلاط جميعا ولا يحتج بحديثه وأما من صرحوا بأن سماعه منه بعد الاختلاط فجرير بن عبد الحميد وإسماعيل بن علية وخالد بن عبد الله الواسطي وعلى بن عاصم قاله أحمد بن حنبل والعقيلي كما تقدم وكذلك وهيب بن خالد كما تقدم نقله عن أبى داود وكذلك ما روى عنه محمد بن فضيل بن غزوان قال أبو حاتم فيه غلط واضطراب وقال العجلي ممن سمع منه بآخرة هشيم وخالد بن عبد الله الواسطي قلت وقد روى البخاري حديثا من رواية هشيم عن عطاء بن السائب وليس له عند البخاري غيره إلا أنه قرنه فيه بأبي بشر جعفر بن إياس رواه عن عمرو الناقد عن هشيم عن أبى بشر وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه وممن ذكر أنه سمع منه بآخرة البصريون كجعفر بن سليمان الضبعىي وروح بن القاسم وعبد العزيز بن عبد الصمد العمى وعبد الوارث بن سعيد قال أبو حاتم الرازي وفى حديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة لأنه قدم عليهم في آخر عمره وهذا يوافق ما قاله العقيلى إلا أن أبا حاتم لم يقل أن أحاديث أهل البصرة عنه مما سمع بعد الاختلاط كما قال العقيلى بل ذكر أن فى حديثهم عنه تخليطا وهو كذلك وقد صرح أبو داود بأنه قدمها مرتين والتخليط إنما كان فى الثانية والله أعلم".انتهى كلام الحافظ العراقي. ) . قلت : أخرجه البيهقي في ( الشعب ) ( 3 / 476 ) : أخبرنا عبد الوهاب أنا أبو الربيع السمان عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال : الغازي في سبيل الله و الحاج و المعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه و سألوه فأعطاهم . و هذا أيضا موقوف و قد قيل عن ابن عمر عن عمر . قلت : أبو الربيع السمان أشعث بن سعيد قال الحافظ : ( متروك ) . وأخرجه أيضاً في ( الشعب ) من طريق : صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ...) . مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ هو الزنجي وهو ضعيف . وأخرجه عبد الرزاق في ( المصنف ) ( 5 / 5 ) : عن معمر عن ليث عن مجاهد عن كعب : قالوا : وفد الله ثلاثة الحاج والعمار والمجاهدون دعاهم الله فأجابوه وسألوا الله فأعطاهم. ليث هو ابن أبي سليم ضعيف . وأخرجه الفاكهي في ( أخبار مكة ) 899- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَالْغَازِي وَفْدُ اللهِ، ضَمَانُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ إِنْ تَوَفَّاهُمْ، أَوْ يُرْجِعَهُمْ وَقَدْ غُفِرَ لَهُمْ " قل : هذا إسناد ضعيف ، عثمان هو ابن عمرو بن ساج قال أبو حاتم : ( يكتب حديثه ولا يحتج به ) . ومحمد بن عبد الله هذا لم أعرفه ، لم أجد في ترجمة عثمان بن ساج أنه روى عن أحد اسمه محمد بن عبد الله ؛ أخشى أن يكون تحرف من محمد بن السائب الكلبي ، فإنه كثير الرواية عنه . والله أعلم . وأخرج الفاكهي في ( أخبار مكة ) : 899- حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا نَحْوَهُ مَوْقُوفًا الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ قال الحافظ : ( ضعيف اختلط بآخرة ) . وأخرجه الفاكهي في ( أخبار مكة ) : 902 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَاسِينُ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللهِ تَعَالَى يُعْطِيهِمْ مَسْأَلَتَهُمْ، وَيَسْتَجِيبُ دُعَاءَهُمْ، وَيَقْبَلُ شَفَاعَتَهُمْ، وَيُضَاعِفُ لَهُمْ أَلْفَ أَلْفَ ضِعْفٍ " قلت : إسناده ضعيف جداً، أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ قال الحافظ : ( متروك ) . وقال ابن أبي حاتم في ( العلل ) ( 1 / 336 ): ( وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ مُحمّدُ بنُ أيُّوب ، عن حفصٍ المِهرِقانِيِّ ، عن مُحمّدِ بنِ سعِيدِ بنِ سابِقٍ ، عن عَمرِو بنِ أبِي قيسٍ ، عن إِبراهِيم بنِ مُهاجِرٍ ، عن أبِي بكرِ بنِ حفصٍ ، عنِ ابنِ عُمر ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : الغازِي والحاجُّ ، والمُعتمِرُ وفدُ اللهِ ، سألُوا الله ، فأعطاهُم ، ودعوُا الله ، فأجابهُم. فقال أبِي : هذا حدِيثٌ خطأً ، إِنّما هُو : أبُو بكرِ بنُ حفصٍ ، عن عُمر مُرسلاً ، وقد أدرك أبُو بكرِ بنُ حفصِ بنِ عُمر ، ولم يُدرِك عُمر. وكُنتُ قدِمتُ قزوِين ، فكتبتُ حدِيث مُحمّدِ بنِ سعِيدِ بنِ سابِقٍ ، عن عَمرِو بنِ أبِي قيسٍ ، عن إِبراهِيم بنِ مُهاجِرٍ ، عن كثِيرِ بنِ شِهابٍ. فإِذا هذا الحدِيثُ كما قال أبِي : إِبراهِيمُ بنُ مُهاجِرٍ ، عن أبِي بكرِ بنِ حفصٍ ، عن عُمر ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ). قلت : إِبراهِيمُ بنُ مُهاجِرٍ قال الحافظ " ( صدوق لين الحفظ ) . عَمرِو بنِ أبِي قيسٍ قال الحافظ " ( صدوق له أوهام ) . 3 – طرق حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : أخرجه البزار ( رقم 1153 ) والفاكهي في ( أخبار مكة ) ( 905 ) من طريق : مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَفْدُ اللهِ ثَلَاثَةٌ: الْحَاجُّ، وَالْمُعْتَمِرُ، وَالْغَازِي " هذا لفظ الفاكهي ، ولفظ البزار : " الحجاج و العمار وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، سألوه فأعطاهم " . مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ قال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) : (حدثنا عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول : محمد بن أبى حميد أحاديثه أحاديث مناكير. قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول محمد بن أبى حميد وهو حماد بن أبى حميد مدينا ضعيف ليس حديثه بشي،حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبى عن محمد بن أبى حميد ؟ فقال : كان رجلا ضرير البصر وهو منكر الحديث ضعيف الحديث مثل ابن أبى سيره ويزيد بن عياض يروى عن الثقات بالمناكير، حدثنا عبد الرحمن قال : سئل أبو زرعه عن محمد بن أبى حميد ؟ فقال : ضعيف الحديث.) . وقال ابن حبان في ( المجروحين ) : (مغفلا يقلب الإسناد ولا يفهم ويلزق به المتن ولا يعلم، فلما كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بروايته. وقال فيه أيضاً : كان كثير الخطأ فاحش الوهم، يروى المناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها، لا يجوز الاحتجاج بخبره ) . (وقال الجوزجاني : واهي الحديث ضعيف . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال ابن أبي مريم عن ابن معين : منكر الحديث . وكذا قال الساجي وقال أبو داود والدار قطني : ضعيف .) . قلت : ويدل على ضعفه وسوء حفظه وعدم ضبطه رواية هذا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ؛ أخرجه البيهقي في ( الشعب ) ( 3 / 475 ) والفاكهي في ( أخبار مكة ) 898) وتمام في ( الفوائد ) (1595 ) من طريق : مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ إِنْ سَأَلُوا أُعْطُوا، وَإِنْ دَعَوْا أُجِيبُوا، وَإِنْ أَنْفَقُوا أُخْلِفَ لَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ مَا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ عَلَى نَشَزٍ ، وَلَا أَهَلَّ مُهِلٌّ عَلَى شَرَفٍ مِنَ الْأَشْرَافِ إِلَّا أَهَلَّ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ حَتَّى يَنْقَطِعَ بِهِ مُنْقَطِعُ التُّرَابِ " . قال ابن أبي حاتم في ( العلل ) ( 1 / 338 ) : (وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ ابنُ وهبٍ ، عن مُحمّدِ بنِ أبِي حُميدٍ ، عن مُحمّدِ بنِ المُنكدِرِ ، عن عَمرِو بنِ شُعيبٍ ، عن أبِيهِ ، عن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو ، قال : قال رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : الحاجُ ، والعُمّارُ وفدُ اللهِ ، إِن سألُوا أُعطُوا ، وإِن دعوا أُجِيبُوا ، وإِن أنفقُوا أُخلِف عليهِم ، والّذِي نفسُ أبِي القاسِمِ بِيدِهِ ما أهلّ مِن مُهِلٍّ ، ولا كبّر مِن مُكبِّرٍ على شرفٍ مِن الأرضِ ، إِلاَّ أهلّ ما بين يديهِ ، وكبّر بِتكبِيرِهِ حتّى ينقطِع مِنهُما الصّوتُ. فسمِعتُ أبِي يقُولُ : هذا حدِيثٌ مُنكرٌ ). ويدل أيضاً ما أخرجه الفاكهي في  أخبار مكة :924- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الشَّامِيِّ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " الْحَاجُّ وَفْدُ اللهِ الَّذِي يُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، وَيُسْتَجَابُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْا، وَيُخْلَفُ لَهُمْ مَا أَنْفَقُوا " قلت : هذا إسناد حسن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ قال الذهبي : ( وثقه جماعة ) ، وقال الحافظ : ( صدوق ، ربما أخطأ ) . رواه موقوفا . ورواه موقوفا أيضاً : طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عند البيهقي في ( الشعب ) والفاكهي في ( أخبار مكة ) وطلحة ( متروك ) كما في ( التقريب.

الذي ترجح لي أن الحديث لا يصح مرفوعا .



بحث عن بحث