سجود السهو سؤال وجواب (1-2)

 

 

الكاتب : كريم إمام الجمل

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين اللهم آمين ,ثم أما بعد فهذه رسالة مختصرة في: ((سجود السهو))، بيَّنت فيها بإيجاز بعض أحكام سجود السهو نقلاً من كتب العلماء بطريقة السؤال والإجابة حتى يتم التيسير والفهم والله أسأل القبول .

س : تعريف سجود السهو ؟

ج : السجود لغةً / الخضوع والتذلل .{لسان العرب 2/1942} السهو لغةً / نسيان الشيء والغفلة عنه وذهاب القلب عنه إلى غيره {لسان العرب 2/2137م سها} .

سجود السهو شرعاً / عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلي لجبر الخلل الحاصل في صلاته من أجل السهو " رسالة سجود السهو لابن عثيمين " قبل وبعد السلام على التفصيل .

س : ما الفرق بين السهو والنسيان ؟

ج : الناسي إذا ذكرته تذكر والساهي إذا ذكرته لا يتذكر هذا الفرق فيما إذا كان السهو سهواً عن الشيء وأما السهو في الشيء فهو بمعنى النسيان , لأن السهو في الشيء ترك له من غير قصد والسهو عن الشيء ترك له مع القصد {مجموع فتاوى بن عثيمين رحمه الله 14/13}, وذكر صاحب المبسوط أنه لا فرق

س : هل الأنبياء يسهو ؟

ج : يجوز السهو على الأنبياء في أفعالهم البلاغية لأنهم بشر يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم من البشر إلا أنهم لا يقرون عليه أما الأقوال البلاغية فالسهو ممتنع على الأنبياء بالإجماع { توضيح الأحكام لعبد الله البسام 2/9}  

س : مشروعية سجود السهو ؟

ج : اتفقت المذاهب على مشروعية سجود السهو لمن وقع له في الصلاة ما جرى من النبي صلى الله عليه وسلم أو نحوه على وجه السهو (نظم الفرائد لما في حديث ذى اليدين من الفوائد للحافظ العلائى ص 405). أما في صلاة التطوع و ترك السنن فيه خلاف

س : الحكمة من سهو النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟

ج : وقد كان سهو النبي -صلى الله عليه وسلم- من تمام نعمة الله على أمته، وإكمال دينهم؛ ليقتدوا به فيما يشرعه لهم عند السهو؛ فإنه كان ينسى فيترتب على سهوه أحكام شرعية تجري على سهو أمته إلى يوم القيامة {زاد المعاد، لابن القيم، 1/186}, الحكمة من سهو النبي تحقيق بشريته لئلا يكون للغلاة مدخل في إعطائه شيئاً من صفات الإلهية والربوبية باسم التعظيم ولذا قال { إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني}رواه البخاري 401" "ومسلم 572" {توضيح الأحكام من بلوغ المرام لعبد الله البسام 2/ 3}.

 س : الحكمة من سجود السهو؟

 ج : انه من محاسن الشريعة حيث إن كل إنسان لا يمكنه التحرز منه , فلابد من وقوعه منه في هذه العبادة العظيمة, ولما كانت هذه العبادة مطلوبة على وجه مخصوص , وكان الإنسان معرضاً للزيادة والنقص والشك فيهما وبذلك يكون الإنسان قد أتى بها على غير الوجه المشروع فينقص ثوابها , شرع سجود السهو فيها من أجل أن يتلاقى النقص في ثوابها أو بطلانها {مجموع فتاوى بن عثيمين14/14}, الحكمة من سجود السهو فهو إرغام للشيطان الذي هو سبب النسيان والسهو وجبر للنقصان الذي طرأ في الصلاة إرضاءً للرحمن بإتمام عبادته وتدارك طاعته والله اعلم (توضيح الأحكام من بلوغ المرام لعبد الله البسام 2/ 3) . س : فضل سجود السهو ؟ ج : جبر للنقصان الذي طرأ في الصلاة , إرغام للشيطان الذي هو سبب النسيان. المرغمتان : قال بن الأثير يقال أرغم الله أنفه أي ألصقه بالرغام وهو التراب هذا هو الأصل ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كره فمعناهما المذلتان للشيطان {عون المعبود 3/233}.

س : أسباب سجود السهو ؟

ج : سجود السهو في الصلاة أسبابه في الجملة ثلاثة :

 1- الزيادة . مثل أن يزيد الإنسان ركوعاً أو سجوداً ، أو قياما أو قعودا ً.

2- النقص . مثل أن ينقص الإنسان ركنا ً، أو ينقص واجباً من واجبات الصلاة .

3- الشك . أن يتردد كم صلى : ثلاثاً أم أربعاً ، مثلاً

أما الزيادة فإن الإنسان إذا زاد الصلاة ركوعاً أو سجوداً أو قياماً أو قعوداً ، متعمداً ، بطلت صلاته ؛ لأنه إذا زاد فقد أتى بالصلاة على غير الوجه الذي أمره به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } [ رواه مسلم 1718 ] . أما إذا زاد ذلك ناسياً فإن صلاته لا تبطل ، ولكنه يسجد للسهو بعد السلام . ودليل ذلك حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - حين سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين في إحدى صلاتي العشي ، إما الظهر وإما العصر ، فلما ذكروه أتى صلى الله عليه وسلم بما بقى من صلاته ، ثم سلم ، ثم سجد سجدتين بعدما سلم رواه البخاري 482 ومسلم 573.

وأما النقص : فإن نقص الإنسان ركناً من أركان الصلاة ، فلا يخلو إما أن يذكره قبل أن يصل إلى موضعه من الركعة الثانية ؛ فحينئذ يلزمه أن يرجع فيأتي بالركن وبما بعده . وإما أن لا يذكره إلا حين يصل إلى موضعه من الركعة الثانية ، وحينئذ تكون الركعة الثانية بدلاً عن التي ترك ركناً منها فيأتي بدلها بركعة ، وفي هاتين الحالين يسجد بعد السلام . مثال ذلك : رجل قام حين سجد السجدة الأولى من الركعة الأولى ، ولم يجلس ، ولم يسجد السجدة الثانية ، ولما شرع في القراءة ذكر أنه لم يسجد ولم يجلس بين السجدتين ، فحينئذ يرجع ويجلس بين السجدتين ، ثم يسجد ، ثم يقوم فيأتي بما بقى من صلاته ، ويسجد السهو بعد السلام ومثال لمن لم يذكره إلا بعد وصوله إلى محله من الركعة الثانية أنه قام من السجدة الأولى في الركعة الأولى ، ولم يسجد السجدة الثانية ، ولم يجلس بين السجدتين ، ولكنه لم يذكر إلا حين جلس بين السجدتين في الركعة الثانية . ففي هذه الحال تكون الركعة الثانية هي الركعة الأولى ، ويزيد ركعة في صلاته ، ويسلم ثم يسجد للسهو . أما نقص الواجب : فإذا نقص واجباً وانتقل من موضعه إلى الموضع الذي يليه ، مثل : أن ينسى قول : سبحان ربي الأعلى ، ولم يذكر إلا بعد أن رفع من السجود ، فهذا قد ترك واجباً من الواجبات الصلاة سهواً ؛ فيمضي في صلاته ، ويسجد للسهو قبل السلام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك التشهد الأول مضى في صلاته ولم يرجع وسجد للسهو قبل السلام. وأما الشك فهو : التردد بين الزيادة والنقص ، مثل : أن يتردد هل صلى ثلاثاً أو أربعاً ؛ فلا يخلو من حالين : إما أن يترجح عنده أحد الطرفين : الزيادة ، أو النقص ، فيبني على ما ترجح عنده ، ويتم عليه ، ويسجد للسهو بعد السلام . وإما أن لا يترجح عنده أحد الأمرين ؛ فيبنى على اليقين وهو الأقل ، ويتم عليه ، ويسجد للسهو قبل السلام . مثل ذلك : رجل يصلى الظهر ثم شك : هل هو في الركعة الثالثة أو الرابعة ؟ وترجح عنده أنها الثالثة؛ فيأتي بركعة ، ثم يسلم ، ثم يسجد للسهو .

 ومثال ما استوى فيه الأمران : رجل يصلي الظهر فشك : هل هذه الركعة الثالثة ، أو الرابعة ؟ ولم يترجح عنده أنها الثالثة ، أو الرابعة ؛ فيبني على اليقين وهو الأقل ، ويجعلها الثالثة ، ثم يأتي بركعة ويسجد للسهو قبل أن يسلم وبهذا تبين أن سجود السهو يكون قبل السلام : إذا ترك واجباً من الواجبات ، أو إذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده أحد الطرفين وأنه يكون بعد السلام : إذا زاد في صلاته ، أو شك وترجح عنده أحد الطرفين {مجموع فتاوى بن عثيمين: 14/14-16 }.

س : صفة سجود السهو ؟

 ج : مثل سجدتي الصلاة في صفتها وما يقال فيهما . {فتاوى اللجنة الدائمة 5/428},لو كانت تختلف لبين النبي ذلك والله أعلم

س : ما هي الحالات التي لا يشرع لها سجود السهو ؟

 ج : ثلاثة : 1- إذا كان مجرد وهم لا حقيقة له كالوسواس " يقصد الوسواس القهري وهذا النوع تكلم عليه العلامة محمد بن اسماعيل المقدم في شرحه لكتاب الفقه الميسر وقال هذا علاجه عند أطباء النفس وليس الفقهاء " .

 2- إذا كثر مع الشخص بحيث لايفعل عبادة إلا حصل له فيها شك .

3- إذا كان الشك بعد الفراغ من العبادة فلا يلتفت إلا إذا تيقن فيعمل بما تيقن (سجود السهو للشيخ محمود غريب ص 17).

 



بحث عن بحث