حديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في ركعتي الفجر {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} والتي في آل عمران { تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم }.

الحديث مداره على عثمان بن حكيم عن سعيد بن يسار عن ابن عباس, و اختلف على عثمان في متنه على وجهين:

الوجه الأول: ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة2/242، (ومن طريقه مسلم برقم 727)، وابن خزيمة (1115)، والحاكم1/450، والبيهقي3/42، وغيرهم من طرق عن أبي خالد الأحمر عن عثمان به بلفظ: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في ركعتي الفجر {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} والتي في آل عمران { تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } الآية 64).          

الوجه الثاني:

ما رواه الإمام أحمد1/230 عن عبد الله بن نمير عن عثمان به.

ورواه أيضا الإمام أحمد1/231 عن يعلى بن عبيد عن عثمان به.

ورواه عبد بن حميد (705- المنتخب) عن أبي نعيم, وأبو داود (1259) عن أحمد بن يونس، كلاهما عن زهير بن معاوية عن عثمان به

ورواه مسلم (727)، والنسائي 2/،155 والطحاوي في شرح معاني الآثار1/298، والبيهقي3/42، وغيرهم من طرق عن مروان بن معاوية الفزاري عن عثمان به.

ورواه مسلم أيضا عن علي بن خشرم عن عيسى بن يونس عن عثمان به. 

كلهم (ابن نمير، ويعلى بن عبيد، وزهير بن معاوية، ومروان بن معاوية الفزاري، وعيسى بن يونس) بلفظ:( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا } الآية التي في البقرة، وفي الآخرة منهما {آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون }  آل عمران / الآية  52).

فخالفوا كلهم أبا خالد الأحمر في قراءة الركعة الثانية فذكروا قوله تعالى:{فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} الآية (52).

بينما ذكر أبو خالد الأحمر قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون }الآية (64).

ولاشك أن رواية الجماعة أرجح لسببين:

الأول: الكثرة فهم خمسة وهو واحد.

الثاني: أن أبا خالد الأحمر واسمه سليمان بن حيان، وإن كان ثقة وروى له الجماعة إلا أن له أخطاءً كما يتبين من ترجمته, ولذا قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: صدوق وليس بحجة. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن معين: علي بن مسهر أحب إليك أو أبو خالد الأحمر فقال: علي بن مسهر أحب إلي، وقال أبو احمد بن عدي: له أحاديث صالحة، وإنما أتى من سوء حفظه فيغلط ويخطئ، وهو في الأصل كما قال ابن معين صدوق وليس بحجة.

ولخص حاله الحافظ في التقريب فقال: صدوق يخطئ.

وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: هو من مشاهير المحدثين وغيره أثبت منه.

وقال العقيلي في الضعفاء2/124: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: سمعت يحيى يقول: أبو خالد الأحمر ثقة وليس يثبت.

وفي مقدمة الفتح1/407: وقال أبو بكر البزار اتفق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظا، وأنه روى عن الأعمش وغيره أحاديث لم يتابع عليها, قلت له عند البخاري نحو ثلاثة أحاديث من روايته عن حميد، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، كلها مما توبع عليه وعلق له عن الأعمش حديثا واحدا في الصيام.

فلعل أبا خالد الأحمر وهم في ذكر الآية، ولاسيما أن الآيتين متشابهتان في آخرهما مما يجعل الوهم بينهما قريب.

 

 



بحث عن بحث