الجانب الثاني: التطبيق

1-   عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذلك صريح الإيمان".

سببه: جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: "إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: "وقد وجدتموه؟" قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان".

2- عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء" (1).

سببه: أن ناساً من بني تميم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "اقبلوا البشرى يا بني تميم" قالوا: قبلنا يا رسول الله، ثم قالوا: جئنا لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال: كان الله ولم يكن شيء قبله..."(2).

3-   عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة".

سببه: قال أنس: أخَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ليلة إلى شطر الليل، ثم أقبل علينا بوجهه وقال: "إن الناس قد صلوا وناموا، وإنكم لن تزالوا...".

4-   عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي" (3).

سببه: صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ثم انصرف، فقال: "يا فلان، ألا تحسن صلاتك؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي، فإنما يصلي لنفسه، إني لأبصر من ورائي...".

5- عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" (4).

سببه: قال معاوية: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلا: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذه الصلاة...".

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله ينوّرها بصلاتي عليهم" (5).

سببه: أن امرأة سوداء كانت تَقُمُّ المسجد - أو شاباً - ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها - أو عنه - فقالوا: مات، قال: "أفلا كنتم آذنتموني؟" فكأنهم صغروا أمرها - أو أمره ـ، فقال: "دلوني على قبره" فدلوه، فصلوا عليها، ثم قال: "إن هذه القبور...".

7- عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم قدموا مكة أن يرملوا ثلاثة أشواط ويمشوا بين الركنين ليرى المشركون جَلدَهم (6).

سببه: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة وقد وهنتهم حمى يثرب، فقال المشركون: إنه يقدم عليكم غداً قوم قد وهنتهم الحمى ولقوا منها شدة، فجلسوا مما يلي الحجر، وأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط ويمشوا بين الركنين ليرى المشركون جلدَهم.

8- عن عمرو بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم" (7).

سببه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيده بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيده بمال البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيده، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: "أظنكم سمعتم أن أبا عبيده قدم بشيء من البحرين؟" فقالوا: أجل يا رسول الله، فقال: "أبشروا...".

 

الهوامش:

 (1) أخرجه البخاري (3190) (3191)، في أول كتاب بدء الخلق، و(7418) في كتاب التوحيد، باب" (وكان عرشه على الماء)، والترمذي (3951) في كتاب المناقب، باب مناقب ثقيف وبني حنيفه، وروايته مختصرة إلى قوله: قد قبلنا.

 (2) أخرجه البخاري (572) في كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت العشاء إلى نصف الليل، ومسلم (640) في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب وقت العشاء وتأخيره.

 (3) أخرجه مسلم (423) في كتاب الصلاة، باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها والخشوع فيها.

 (4) أخرجه مسلم (537) في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة.

 (5) أخرجه مسلم (956) في كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر.

 (6) أخرجه البخاري (1602) في كتاب الحج، باب كيف كان بدء الرمل، ومسلم (1266) في كتاب الحج، باب استحباب الرَمَل في الطواف.

 (7) أخرجه البخاري (3158) في أول كتاب الجزية والموادعة، ومسلم)2961) في كتاب الزهد والرقائق.



بحث عن بحث