الإسناد بين الاتصال والانقطاع(2-2)

                 

أما علوم الإسناد من حيث الانقطاع:

الانقطاع مأخوذ من القطع، وهو لغة: فصل شيء عن شيء، قطعته فانقطع، وهو ضد الوصل.

والمقصود هنا وقوع سقط في سلسلة الإسناد، وهو أنواع:

1- المنقطع: وهو الحديث الذي سقط من رواته راو واحد قبل الصحابي في موضع واحد أو مواضع متعددة، بحيث لا يزيد الساقط منها على واحد، وألا يكون الساقط في أول السند.

2- المرسل: وهو ما رفعه التابعي، بأن يقول: «قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم »، سواء كان التابعي كبيرًا أو صغيرًا(1).

3- المعلق: وهو ما حذف مبتدأ سنده، سواء كان المحذوف واحدًا أو أكثر على سبيل التوالي ولو على آخر السند(2).

4- المعضل: لغة: أعياه(3)، وهو ما سقط من إسناده اثنان أو أكثر في موضع واحد، سواء كان في أول السند أو وسطه أو منتهاه(4)

 

5- المدلس: لغة اختلاط الظلام بالنور(5)

وسمي المدلَّس بذلك لما فيه من الخفاء والتغطية، وهو نوعين: «تدليس الإسناد، وتدليس الشيوخ».

أولاً: تدليس الإسناد وهو أربعة أنواع:

أ – الإسقاط: وهو أن يروي المحدث عمن لقيه وسمعه ما لم يسمعه منه موهمًا أنه سمعه منه، أو عمن لقيه ولم يسمع منه موهما أنه لقيه وسمع منه(6)

ب- التسوية: وهو أن يروي المدلس حديثًا عن ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر، فيسقط الضعيف ويجعل بين الثقتين عبارة موهمة(7)

ج- القطع: وهو أن يقطع اتصال أداة الراوي بالراوي(8)

د- العطف: وهو أن يصرح بالتحديث عن شيخ له، وبعطف عليه شيخًا آخر لم يسمع منه ذلك المروي(9)

ثانيًا: تدليس الشيوخ: وهو أن يروي عن شيخ حديثًا سمعه منه، فيسميه، أو يكنيه، أو ينسبه، أو يصفه بما لا يعرف به كي لا يعرف(10)

6- المرسل الخفي: وهو الحديث الذي رواه الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه، ولم يلقه(11)

 


(1) «علوم الحديث» ص(147)، «الاقتراح» ص(192)، وقد قيّده ابن عبد البر بالتابعي الكبير «التمهيد» (1/19 – 20)، وسوّى بعض العلماء بين المرسل والمنقطع كالشافعي «الرسالة» ص(461)، والخطيب البغدادي «الكفاية» ص(21)، والمشهور هو التعريف الأول.

 مرفوع تابع على المشهور  مرسلٌ أو قيده بالكبير

أو سقط راوٍ منه ذو أقوال   والأول الأكثر في استعمال

(2)  ينظر علوم الحديث، ص(62)، هدي الساري، ص(17).

(3)  الاشتقاق لابن دريد، ص(178).

(4) ينظر علوم الحديث، ص(54)، وأدخل الحاكم فيه ما إذا أعضله من أتباع التابعين فيقفه على التابعي فيحذف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابي. ينظر «معرفة علوم الحديث»، ص(37)، قال العراقي:

المعضل الساقط منه اثنان   فصاعدًا ومنه قسم ثان

حذف النبي والصحابي معا   ووقف متنه على من تبعا

(5)  تهذيب اللغة للأزهري (12/362).

(6) النكت لابن حجر (2/408)، فتح المغيث (1/208).

(7)  التبيين لأسماء المدلسين، ص(343).

(8)  علوم الحديث، ص(66).

(9)  معرفة علوم الحديث (105).

(10)  فتح المغيث (1/181).

(11)  علوم الحديث، ص(47)، النكت لابن حجر (1/540).

 



بحث عن بحث