الحلقة (18): الإسناد بين الاتصال والانقطاع(1-2)

 

البحث في إسناد الحديث من حيث أنواع اتصاله أو أنواع انقطاعه، لها فوائدها من حيث القبول أو الرد، فلم يكتف المحدثون بنوع واحد وهو المتصل، أو نوع واحد وهو المنقطع، بل جعلوا المتصل أنواعًا والمنقطع أنواعًا أيضًا، وكما هي مختلفة بأنواعها فهي أيضًا مختلفة في أحكامها.

وأنواع علوم الإسناد تحصل من النظر في سند الحديث من حيث الاتصال أو الانقطاع، وهو:

علوم الإسناد من حيث الاتصال :

وهو أنواع وكلها تعود للنوع الأول وهو المتصل، إلا إنها تشتمل مع الاتصال على وصف زائد يبين كيفية الاتصال:

1- المتصل: ويقال له الموصول أيضًا، وهو الذي سمعه كل واحد من رواته ممن فوقه حتى ينتهي إلى منتهاه، سواء كان مرفوعًا أو موقوفًا(1)

2- المسند: هو ما اتصل سنده مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (2)

3- المعنعن: وهو الذي يقال في سنده: فلان عن فلان، من غير تصريح بالتحديث أو الأخبار أو السماع: واتصاله يكون بشرط: أن لا يكون الراوي مدلسًا(3)

4- المؤنن: وهو الذي يقال في سنده: فلان أن فلان، وهو مثل المعنعن(4)

5- المسلسل: وهو ما تتابع رجال إسناده على صفة واحدة أو حال واحد للرواة أو المروي، وهو أنواع(5) :

أ – المسلسل بأحوال الرواة القولية نحو: حدث معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دُبُر كل صلاة تقول اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأوصَى بذلك معاذٌ الصُّنَابِحِيَّ وأوصَى به الصُّنَابِحِي أبا عبد الرحمن(6)

تسلسل بقول كل واحد من رواته: (والله إني لأحبُّك).

ب – والمسلسل بأحوال الرواة الفعلية: حديث أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال:(خلق الله عز وجل التُّرْبَةَ يوم السَّبْتِ)(7)

تسلسل بأخذ اليد.

ومن فوائده اشتماله على مزيد الضبط من الرواة:

6- العالي: وهو الذي قل عدد رجاله مع الاتصال(8)

7- النازل: وهو ضد العالي، وهو الذي بعدت المسافة في إسناده «كثر رجال إسناده»(9) .

8- المزيد في متصل الأسانيد: وهو أن يزيد راو في الإسناد المتصل رجلًا لم يذكره غيره(10)


 


(1)  علوم الحديث، ص(40)، الاقتراح، ص(195).

(2)  علوم الحديث، ص(39)، الباعث الحثيث (1/144).

(3) علوم الحديث، ص(56)، الاقتراح،ص(206).

(4)  المرجع السابق.

(5)  علو الحديث (248)، والتقييد والإيضاح، ص(276).

(6)  رواه أبوداود، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1522).

(7)  رواه مسلم (2789).

(8) ينظر علوم الحديث، ص(11 – 12)، وللحافظ ابن طاهر المقدسي كتاب «مسألة العلو والنزول» مطبوع محقق.

(9) ينظر علوم الحديث، ص(11 – 12)، وللحافظ ابن طاهر المقدسي كتاب «مسألة العلو والنزول» مطبوع محقق.

(10) منهج النقد في علوم الحديث (348).

 



بحث عن بحث