الحلقة (17): قواعد الكشف عن العلة في الحديث

                  

القواعد التي يتبعها النقاد للكشف عن العلة في الحديث هي ما يلي:

1- مقارنة حديث الراوي بحديث أقرانه.

2- إذا خالف الراوي في روايته عن شيخ  هو أثبت الناس في هذا الشيخ، فإن روايته تكون معلولة.

3- مخالفة ما روى عن الراوي لما في كتبته أو عدم وجود فيها فيصير الحديث المخالف معلولًا.

4- تصريح الشيخ بأنه لم تبلغه في باب ما رواية، ثم يُروى عنه حديث في هذا الباب.

5- أن لا يكون الراوي قد سمع حديث الشيخ، وإنما وقع إليه كتاب ذلك الشيخ فرواه عنه.

6- أن يكون الحديث مخالفًا لرواية الثقات.

7- أن يكون الحديث معروفًا عن قوم فهم أعلم به وأخبر، ثم يأتي من يخالفهم.

8- أن يأبى سياق الحديث كونه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام(1) .

ومما يقدح في المتن مع سلامة السند:

·           الاضطراب

والحديث المضطرب هو: الذي يروى من قبل راو واحد أو أكثر على أوجه مختلفة متساوية، لا مرجع بينهما، ولا يمكن الجمع(2)

مثال مضطرب المتن :

ما رواه مسلم من حديث الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدَّثه قال: «صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بحمد الله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها»(3) .

فقد أعل ابن عبد البر هذا الحديث بالاضطراب؛ لأن البخاري ومسلم قد اتفقا على إخراج رواية أخرى في الموضوع نفسه لا يتعرض فيها لذكر البسملة، بنفي أو إثبات، ويكتفي الراوي بقوله: «كانوا يستفتحون بـ (الحمد لله رب العالمين)».

قال العراقي(4) :

مضطرب الحديث ما قد وردا    في متن أو في سندٍ إن اتضح

 مختلفًا من واحدٍ فأزيـدا          فيه تساوى الخلف أما إن رجح

·           المقلوب :

وهو الحديث الذي تعرف في سنده أو متنه بتقديم أو تأخير(5) ونحوه عمدًا أو سهوًا(6)

قال العراقي(7)

المدرج الملحق آخر الخبر    من قول راوٍ ما، بلا فضلٍ ظهر

مثاله:ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعةُ يظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله: الإمام العادل، وشابٌّ نشأ بعبادة الله، ورجلٌ قلبه معلقٌ في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرقَا عليه، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال فقال إنِّي أخاف الله، ورجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا يعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناهُ)(8)

وهذا انقلب على راويه، والحديث مروي في البخاري وغيره من طرق بلفظ «حتى لا تعلم شمالُهُ ما تنفق يمينه».

·           المدرج :

وهو الحديث الذي اطلع في متنه أو إسناده على زيادة ليست منه، والإدراج في المتن يكون في أوله أو وسطه أو آخره(9)

مثاله: ما رواه الخطيب من رواية أبي قطن، وشبانه، عن شعبة، عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسبغوا الوضوء ويلٌ للأعقاب من النار).

فقوله أسبغوا الوضوء مدرج من حديث أبي هريرة، كما بين في رواية عند البخاري(10)

فتبين من هذا أن الإسناد قد يكون ظاهره صحيحًا، ولا يلزم من ذلك صحة المتن – كما سبق – وبناءً عليه فيلزم طالب الحديث أن يتثبت من خلو المتن من الموانع والعلل التي سبقت الإشارة إلى بعضها قبل الحكم على المتن بالصحة بناء على صحة الإسناد.

____________________

(1)  ينظر في ذلك كتب المختلطين للعلائي، أو الكواكب النيرات لابن الكيال أو الاغتباط السبط ابن العجمي وكلها مطبوعة.

(2) علوم الحديث، ص(84)، التقريب (169).

(3) رواه مسلم (606).

(4) فتح المغيث شرح ألفية الحديث (2/274).

(5) لفظ الدرر حاشية نخبة الفكر (91 – 92).

(6) فتح المغيث (1/253).

(7) فتح المغيث شرح ألفية الحديث (2/274).

(8) رواه مسلم (1712).

(9) شرح النخبة، ص(86)، الباعث الحثيث (61).

(10) توثيق السنة (117).



بحث عن بحث