مراتب التجريح وتطبيقاتها

 

 ألفاظ الجرح فهي على ست مراتب أيضًا:

الأولى، وهي أدناها بمعنى أقربها للتوثيق: ما دل على التليين.

الثانية: ما صرح بعدم الاحتجاج به ونحوه.

الثالثة: ما صرح بعدم كتابة حديثه ونحوه.

الرابعة: ما دل على اتهامه بالكذب أو نحوه

الخامسة: ما دل على وصفه بالكذب ونحوه.

السادسة: ما دل على المبالغة في الكذب.

 فأما أهل المرتبتين الأولى والثانية فإنه لا يحتج بحديثهم، ولكن يكتب حديثهم للاعتبار فقط، وأهل الثالثة حديثهم ضعيف جدًّا، وأهل الرابعة حديثهم متروك، وأهل الخامسة والسادسة حديثهم موضوع(1)

وبيان ذلك فيما يلي:ـ

المرتبة الأولى: ما دل على التليين، وهي من أسهل المراتب مثل: فلان لين الحديث، أو فيه مقال، أو في حديثه ضعف، أو ليس بذاك، أو ليس بمأمون، كقول الدارقطني في سعيد الحميري: هو متوسّط الحال ليس بالقوي(2)

المرتبة الثانية: ما صرح بعدم الاحتجاج به وشبهه، مثل: فلان لا يحتج به أو ضعيف، أو له مناكير، أو واه، أو ضعفوه.

المرتبة الثالثة: ما صرح بعدم كتابة حديثه ونحوه، مثل: فلان لا يكتب حديثه، أو لا تحل الرواية عنه، أو ضعيف جدًّا، أو واه بمرة، أو طرحوا حديثه، كقول الشافعي في حرام بن عثمان: الرواية عن حرام بن عثمان حرام (3)

المرتبة الرابعة: ما دل على اتهامه بالكذب أو نحوه، مثل: فلان متهم بالكذب، أو متهم بالوضع، أو يسرق الحديث، أو ساقط، أو ليس بثقة.

المرتبة الخامسة: ما دل على وصفه بالكذب ونحوه، مثل: فلان كذاب، أو دجال، أو وضاع، أو يكذب، أو يضع.

المرتبة السادسة: ما دلّ على المبالغة في الكذب ونحوه (وهي أسوأ مراتب الجرح)، مثل: فلان أكذب الناس، أو إليه المنتهى في الكذب، أو هو ركن الكذب، أو هو معدن الكذب، أو إليه المنتهى في الوضع.

حكم هذه المراتب :

1- أما أهل المرتبين الأولى والثانية فإنه لا يحتج بحديثهم، لكن يكتب حديثهم للاعتبار فقط، وإن كان أهل المرتبة الثانية دون أهل المرتبة الأولى، وذلك يعني أن الإسناد ضعيف.

2ـ  وأما أهل المراتب الأربع الأخيرة [أي الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة] فلا يحتج بحديثهم، ولا يستشهد به، ولا يعتبر به.

 فأهل المرتبة الثالثة أو الرابعة حديثهم ضعيف جدًّا، أو يطلق عليه شديد الضعف، وأهل الخامسة والسادسة، حديثهم موضوع.

ومن المعلوم أن الحديث إذا حكم عليه بأنه ضعيف جدًّا أو شديد الضعف، وكذا بأنه موضوع لا تجوز روايته ولا ذكره إلا مع بيان شدة ضعفه أو وضعه.

وهذا ظاهر من صنيع الشيخين ومن شدة شرطهما في الرواة وعلى ذلك أئمة الحديث.

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: لا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة وكذا أقول أنا(4)

ونقل السخاوي(5) الاتفاق على اشتراط عدم الضعف الشديد في رواية الحديث والعمل به، والموضوع من باب أولى.

ولذا لا تجوز رواية الحديث الموضوع ولا العمل به إلا لبيان وضعه وكذبه والتحذير من العمل به.

قال العراقي:

شر الحديث الخبر       الكذب المختلق المصنوع

الموضــــــــــــــــــــــــــــــــوع        لعالم ما لم يبين أمره (6)

وكيف كان لم يجيزوا ذكره

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حدث عني حديثًا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)(7)


 


(1)  ينظر في مراتب الجرح والتعديل وحكمها:

ا- «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (1/37).

ب- «علوم الحديث» لابن الصلاح (109 – 104).

ج- «شرح التبصرة والتذكرة» للعراقي (2/2- 13).

د- «مقدمة ميزان الاعتدال».

ه- «مقدمة تقريب التهذيب» لابن حجر.

(2) سؤالات الحاكم للدارقطني، ص(216).

(3) مناقب الشافعي وآدابه، لابن أبي حاتم (217 – 218).

(4) المراسيل لابن أبي حاتم، ص(7).

(5) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع ، ص(472).

(6)  ألفية العراقي مع فتح المغيث (1/293).

(7)  أخرجه مسلم في المقدمة (1)، والترمذي (2662)، وقال: حسن صحيح.

 



بحث عن بحث