تقسيم الخبر باعتبار قائله أو باعتبار النسبة والإضافة(5)

رابعاً:الحديث المقطوع

 

 

بعد أن أخذنا  الحديث القدسي  والمرفوع والموقوف نردف ذلك  بالحديث المقطوع

إطلاقاته:

قبل الشروع في تعريف المقطوع نشير إلى أن بعض العلماء أطلق المقطوع وأرادوا به الانقطاع كالشافعي والحميدي والدارقطني(1)  وكذا ابن عبد البر(2)

وكذلك العكس فبعضهم يطلق (المنقطع) ويريدون به (المقطوع) أشار إلى ذلك الخطيب (3)  والنووي (4)

قال ابن الصلاح عن ذلك وهذا غريب بعيد(5)

قال العراقي

وسم بالمقطوع قول التابعي             وفعله وقد رأى للشافعي

تعبيره به عن المنقطع                   قلت وعكسه اصطلاح البردعي(6)

 

تعريفه الاصطلاحي

 الحديث المقطوع : هو ما أضيف إلى التابعي فمن دونه يسمى المقطوع اسم مفعول من القطع ويجوز في جمعه المقاطع  والمقاطيع بإثبات الياء آخر الحروف وحذفها كالمسانيد والمراسيل  وإن كان الأكثر على إثبات الياء(7) .

 

ويطلق الموقوف على ما يروى عن التابعي فمن دونه لكن مع التقييد فلك أن تقول:هذا الخبر موقوف على الحسن أو سعيد بن المسيب وغيرهما (8)

 

تعريف التابعي

قال القاري في شرح النخبة : التابعي هو من لقي الصحابي مؤمناً بالنبي صلى الله عليه وسلم  ولو تخللت ردة في الأصح , كذا قال , لكن الحافظ نفسه قال : هذا متعلق باللقي وما ذكر معه إلا قيد الإيمان به , فذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم  وهذا هو المختار(9) .

وفي اليواقيت للمناوي : ولا يلزم أن يكون مؤمناً حال ملاقاته للصحابي , بل لو كان كافراً ثم أسلم بعد موت الصحابي وروى عنه سميناه تابعياً وقبلناه .

ولا يشترط في التابعي  طول الملازمة أو التمييز أو صحة السماع من الصحابي . قال الخطيب : التابعي من صحب الصحابي . وقال ابن الصلاح ومطلقه مخصوص بالتابع بإحسان (10)  .

وقال القاري : والظاهر منه طول الملازمة إذ الإتباع بإحسان لا يكون بدونه (11)  .

واشترط ابن حيان أن يكون رآه في سن من يحفظ عنه , فإذا كان صغيراً لم يحفظ عنه فلا عبرة لرؤيته كخلف بن خليفة فإنه لم يعده في التابعيين وإن كان رأى عمرو بن حريث لكونه صغيراً . آه .

قال ابن الصلاح : وكلام الحاكم أبي عبد الله وغيره مشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه وإن لم توجد الصحبة العرفية , والاكتفاء في هذا بمجرد واللقاء والرؤية اقرب منه في الصحابي نظراً إلى مقتضى اللفظين فيهما (12)  .

وقال ابن حجر: وبقي بين الصحابة والتابعين طبقة اختلف في إلحاقهم بأي القسمين وهم المخضرمون الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يروا النبي صلى الله عليه وسلم

وذكر القاضي عياض وغيره أن عبد البر يقول : إنهم صحابة وفيه نظر لأنه أفصح في خطبة كتابه بأنه إنما أوردهم ليكون كتابه جامعاً مستوعباً لأهل القول الأول

والصحيح أنهم معددون في كبار التابعين سواء عرف أن الواحد منهم كان مسلماً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم  كالنجاشي أم لا .

وذكر مسلم المخضرمين فبلغ بهم عشرين نفساً , منهم أبو عمرو الشيباني وسويد بن غفلة وعمرو بن ميمون وعبد خير بن يزيد وأبو عثمان النهدي , وممن لم يذكره أبو مسلم الخولاني , والأحنف بن قيس والله اعلم(13) .

 

خاتمة

يقال للقسمين الأخيرين (الموقوف والمقطوع) الأثر(14)  وإن كان أيضاً في إطلاق المحدثين والفقهاء تسمية المرفوع بالأثر كذلك وهو موجود في كلام الأئمة وأسماء كتبهم مثل (معرفة السنن والآثار) للبيهقي و(شرح معاني الآثار ) و (مشكل الآثار) للطحاوي ويؤيد ذلك انتساب العديد من المحدثين إلى الأثر فيقال الأثري.


(1) شرح ألفية العراقي (1/124)

(2)  التمهيد (2/26)(10/257)(16/253)

(3) الكفاية(ص 59)

(4)  التقريب(1/317)

(5)  علوم الحديث ص53

(6) ألفية العراقي رقم (103).

(7)  فتح المغيث 1/105

(8) علوم الحديث ص 42 فتح المغيث 1/104

(9)  شرح شرح النخبة للقاري ص 184.

(10)  علوم الحديث ص 271 .

(11) شرح شرح النخبة ص 185 .

(12)  علوم الحديث ص 271-272 وانظر: المعرفة للحاكم 42 .

(13)  علوم الحديث ص 273 .

(14)  -فتح المغيث 1/104

 

 



بحث عن بحث