أقسام الخبر باعتبار وصوله إلينا

 

    ثانياً : الآحاد 

تقدم في الحلقة السابقة أن الحديث إما أن يأتي من طرق وأسانيد  كثيرة غير محصورة واسم هذا النوع المتواتر أو يأتي من طرق محصورة ويسمى الآحاد والآحاد له أقسام وإذا كان العدد محصوراً بأكثر من اثنين فهو المشهور، وإذا كان باثنين فهو العزيز ، وإن كان بواحد فهو الغريب،

وهذه الثلاثة تسمى الآحاد.  

  1 ـ المشهور

و نأخذ من الآحاد أول نوع منه وهو المشهور ونتطرق إليه من خلال العناصر التالية:ـ

ـ تعريفه:

لغة: اسم مفعول مأخوذ من الشهرة التي هي في الاصل وضوح الأمر وانتشاره  وذيوعه, ومنه اخذ الشهر لشهرته. وفي المصباح: شهرت الحديث شهرا وشهرة إذا أفشيته فاشتهر  (1) .

وفي الاصطلاح: ما رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة ما لم يبلغ حد التواتر  (2) . ويرى ابن الصلاح تبعا لابن منده أن مروي الثلاثة لا يسمى مشهورا (3) ,وإنما يسمى عزيزا كما سيأتي  (4) .

ويسمى بعض العلماء هذا النوع ((المستفيض)), ومنهم من غاير بينهما بأن المستفيض يكون في ابتدائه وانتهائه سواء بحيث يتحد عدد رواته في كل طبقة من طبقاته ,والمشهور اعم من ذلك ومنهم من عكس  (5) .

رأي الحنفية:

يرى الحنفية أن المشهور ليس بقسم من أقسام الآحاد بل هو قسم متوسط بين المتواتر والآحاد. ويخصون المشهور بما فقد شرط التواتر في طبقة الصحابة فقط فهو أصله آحاد لكنه انتشر بعد ذلك.

 وقال الجصاص : إنه أحد قسمي المتواتر   (6) .

 

مثال المشهور:

حديث هشام بن عروة عن أبيه عبدالله بن عمرو بن العاص ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد, ولكن يقبض العلم بقبض العلماء))  (7)

قال ابن حجر في فتح الباري:(وقد اشتهر هذا الحديث من رواية هشام بن عروة فوقع لنا من رواية أكثر من سبعين نفساً عنه من أهل الحرمين والعراقين والشام ومصر وغيرها , ووافقه على روايته عن أبيه عروة أبو الأسود المدني وحديثه في الصحيحين ’ والزهري وحديثه في النسائي , ويحيى بن أبي كثير وحديثه في صحيح أبي عوانة, ووافق أباه على روايته عن عبدالله بن عمرو بن الحكم بن ثوبان وحديثه في مسلم)   (8)


 

(1) المصباح المنير للفيومي مادة (شهر).

(2) هو مقتضى كلام الحافظ.

(3) علوم الحديث ص243.

(4) ص50.

(5) نزهة النظر ص63,وتدريب الراوي ص368-369.

(6) اصول السرخسي 1/220-224, واصول البزدوي بهامش كشف الاسرار 2/368.

(7)رواه البخاري 1/194مع الفتح ,ومسلم 16/223-224مع النووي ,والترميذي رقم 2654,وابن ماجه رقم 52,وغيرهم

(8)- فتح الباري(1/259)

 



بحث عن بحث