معرفة بلدان الرواة وأوطانهم

فائدته وأهميته

من المهم أيضاً معرفة بلدان الرواة وأوطانهم. قال ابن الصلاح: وذلك مما يفتقر حفّاظ الحديث إلى معرفته في كثير من تصرفاتهم(1).

قال الحافظ: وفائدته الأمن من تداخل الاسمين إذا اتفقا لكن افترقا نسبة(2).

قال السخاوي: وقد استشكل بعض الحفاظ رواية يونس بن محمد المؤدب عن الليث لاختلاف بلديهما وسأل المزي أين سمع منه فقال لعله في الحج ثم قال بل في بغداد حين دخول الليث لها في الرسلية (3) 

وقد كانت العرب إنما تنتسب إلى قبائلها، فلما جاء الإسلام وغلب عليهم سكنى القرى والمدائن حدث فيما بينهم الانتساب إلى الأوطان كما كانت العجم تنتسب، وأضاع كثير منهم أنسابهم فلم يبق لهم غير الانتساب إلى أوطانهم.

ومن انتقل من بلد إلى بلد وأراد الجمع بينهما في الانتساب فليبدأ بالأول ثم بالثاني المنتقل إليه, وحسن أن يدخل على الثاني كلمة: ثم، فيقال مثلاً: فلان المصري ثم الدمشقي وهكذا.

ومن كان من أهل قرية من قرى بلدة فجائز أن ينتسب إلى القرية وإلى البلدة أيضاً وإلى الناحية التي منها تلك البلدة أيضاً(4).

المؤلفات فيه

ومن مظان ذكره الطبقات الكبرى لابن سعد وكتب تواريخ البلدان، كتاريخ بغداد للخطيب وتاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخ نيسابور للحاكم وغيرها.

قال السخاوي: وأجمعه الأنساب لابن السمعاني وفي مختصره لابن الأثير فوائد مهمة وكذا للرشاطي الأنساب واختصره المجد الحنفي (5)

________________

(1) علوم الحديث ص 362 .

(2) شرح النخبة ص 153 .

(3) فتح المغيث 4/515

(4) علوم الحديث ص 363 .

(5) فتح المغيث 4/516



بحث عن بحث