معرفة طبقات الرواة

   تعريف الطبقة

  جمع طبقة، وهم قوم تقاربوا في السن والإسناد أو في الإسناد فقط، بأن يكون شيوخ هذا هم شيوخ الآخر أو يقاربوا شيوخه، وقد يكون الراوي في طبقة باعتبار مشابهته لها من وجه ومن طبقة أخرى لمشابهته لها من وجه آخر، كأنس بن مالك وشبهه من أصاغر الصحابة، هم مع العشرة في طبقة الصحابة

 وعلى هذا الصحابة كلهم طبقة باعتبار اشتراكهم في الصحبة، وباعتبار آخر هو النظر إلى الفضل والسابقة في الإسلام - هم عدة طبقات كما ذكر الحافظ ابن سعد في "طبقاته" والحاكم في "معرفة علوم الحديث(1)

   ومثل ذلك: طبقة التابعين بالاعتبارين المذكورين.

فائدة معرفة علم الطبقات:

قال الحافظ العراقي:

"ومن المهمات معرفة طبقات الرواة، فإنه قد يتفق اسمان في اللفظ فيظن أن أحدهما الآخر فيتميز ذلك بمعرفة طبقتهما إن كانا من طبقتين، فإن كانا من طبقة واحدة فربما أشكل الأمر، وربما عرف ذلك بمن فوقه أو دونه من الرواة، فربما كان أحد المتفقين في الاسم لا يروي عمن روى عنه الآخر، فإن اشتركا في الراوي الأعلى وفيمن روى عنهما فالإشكال حينئذ أشد، ....... وبسبب الجهل بمعرفة الطبقات غلط غير واحد من المصنفين، فربما ظن راوياً راوياً آخر غيره، وربما أدخل راوياً في غير طبقته"(2)

فائدة:

   جعل ابن سعد طبقات الصحابة خمساً وجعلهم الحاكم اثنتي عشر طبقة وهكذا(3).

   قال السخاوي(4): منهم يجعل كل طبقة أربعين سنة.

   وجعل الحافظ ابن حجر طبقات رواة الكتب الستة اثنتي عشر طبقةً.

   الأولى: الصحابة على اختلاف مراتبهم وتمييز من ليس له منهم إلا مجرد الرؤية من غيره.

   الثانية: طبقة كبار التابعين كابن المسيب فإن كان مخضرماً صرحت بذلك.

   الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين كالحسن وابن سيرين.

   الرابعة: طبقة تليها جلّ روايتهم عن كبار التابعين كالزهري وقتادة.

   الخامسة: الطبقة الصغرى منهم الذين رأوا الواحد والاثنين ولم يثبت بعضهم السماع من الصحابة كالأعمش.

   السادسة: طبقة عاصروا الخامسة لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة كابن جريج.

   السابعة: كبار أتباع التابعين كمالك والثوري.

   الثامنة: الطبقة الوسطى منهم كابن عيينة وابن علية.

   التاسعة: الطبقة الصغرى من أتباع التابعين كيزيد بن هارون والشافعي وأبي داود والطيالسي وعبد الرزاق.

   العاشرة: كبار الآخذين عن تبع الأتباع ممن لم يلقَ التابعين كأحمد بن حنبل.

   الحادية عشرة: الطبقة الوسطى من ذلك كالذهلي والبخاري.

   الثانية عشرة: صغار الآخذين عن تبع الأتباع كالترمذي، وألحقت بها باقي شيوخ الأئمة الستة الذين تأخرّت وفاتهم قليلاً كبعض شيوخ النسائي. (5)

__________________

(1) علوم الحديث لابن الصلاح (ص: 357) النوع الثالث والستون، وتدريب الراوي (2 / 381(شرح النخبة ص 151 .

(2) شرح التبصرة والتذكرة (3 / 274 – 275) .

(3) معرفة علوم الحديث ص(22-24).

(4) فتح المغيث 3/352 .

(5) تقريب التهذيب ت:محمد عوامة ص(46 وما بعدها).



بحث عن بحث