طرق التحمل والأداء(5)المكاتبة

تعريفها:

قال النووي:هي أن يكتب الشيخ مسموعه لحاضر أو غائب بخطه أو بأمره(1).

أنواعها:

هي كالمناولة على نوعين:

 الأول: مجردة عن الإجازة.

الثاني: مقرونة بالإجازة.كأجزتك ما كتبت لك أو إليك ونحوه من عبارة الإجازة، حكم الرواية بها:

أما النوع الأول: فهو فِي الصحة والقوة كالمناولة المقرونة بالإجازة.وبعضهم قال المناولة أقوى وبعضهم قال العكس(2)

قال السخاوي: مقتضى الاستواء فضلا عن القول بترجيح المناولة أن يكون المعتمد أن المروي بها أنزل من المروي بالسماع كما هي المعتمد هناك ويستأنس له بمناظرة وقعت بين الشافعي وإسحاق بن راهوية(3) قال القاضي عياض: وهذا القول غلط(4)

وأما النوع الثاني: وهي المجردة ففيها قولان

الأول: المنع من الرواية بها، وهو قول القاضي الماوردي الشافعي. (5)

والثاني:جواز الرواية بها قال به الكثيرون من المتقدمين والمتأخرين، منهم أيوب السختياني ، ومنصور، والليث، وغير واحد من الشافعية وأصحاب الأصول.

وهو الصحيح المشهور بين أهل الحديث، ويوجد في مصنفاتهم : كتب إلي فلان قال حدثنا فلان، والمراد به هذا، وهو معمول به عندهم معدود في الموصول لإشعاره بمعنى الإجازة. وزاد السمعاني فقال: هي أقوى من الإجازة، ثم يكفي معرفته خط الكاتب، ومنهم من شرط البينة وهو ضعيف(6)

_______________________

(1) التقريب مع التدريب (480)

(2) للاستزادة فتح المغيث(2/498)

(3) فتح المغيث(2/498) والمناظرة وقعت بين الشافعي وإسحاق بن راهوية بحضرة أحمد بن حنبل في جلود الميتة إذا دبغت ذكرها الرامهرمزي في المحدث الفاصل(ص453) والحازمي في الاعتبار(ص39)::

قال الشافعي: دباغها طهورها قال إسحاق فما الدليل قال حديث ابن عباس عن ميمونة هلا انتفعتم بجلدها يعني الشاة الميتة فقال إسحاق حديث ابن عكيم كتب إلينا النبي صلى الله عليه و سلم قبل موته بشهر لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب يشبه أن يكون ناسخا له لأنه قبل موتة بيسير فقال الشافعي هذا كتاب وذاك سماع فقال إسحاق إن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إلى كسرى وقيصر وكان حجة عليهم فسكت الشافعي مع بقاء حجته كما قاله ابن المفضل المالكي يعني فإن كلامه في ترجيح السماع لا في إبطال الاستدلال بالكتاب وكأن إسحاق لم يقصد الرد لأنه ممن يرى أن المناولة أنقص من السماع كما سلف هناك بل هو ممن أخذ بالحديث الأول كالشافعي خلافا لأحمد  وينظر الأم(1/9) المجموع(1/217)

(4) الإلماع( ص84)

(5) الحاوي(1/389).

(6) التقريب مع التدريب (480)




بحث عن بحث