الضعيف بسبب الطعن في الرواة(17)

سوء الحفظ(3-3)

 

 

الاختلاط في الصحيحين

قال ابن الصلاح: فقال: « واعلم أن من كان من هذا القبيل محتجاً بروايته في الصحيحين أو أحدهما فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما تميز، وكان مأخوذاً عنه قبل الاختلاط والله أعلم ))(1) .

وعلى هذا سار الحافظ ابن حبان ـ رحمه الله ـ في صحيحه؛ حيث إنه أخرج لجماعة من المختلطين، إلا أنه لم يخرج من حديثهم إلا ما رواه عنهم الثقات الذين سمعوا منهم قديماً، أو وافق هؤلاء المختلطون الثقات فيما حدثوا به .

قال ابن حبان: « وأما المختلطون في أواخر أعمارهم؛ مثل: الجُرَيري، وسعيد بن أبي عروبة، وأشباههما فإنا نروي عنهم في كتابنا هذا، ونحتج بما رووا، إلا أنا لا نعتمد من حديثهم إلا ما روى عنهم الثقات من القدماء الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم، وما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرى؛ لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم، وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم حكم الثقة إذا أخطأ أن الواجب ترك خطئه إذا علم والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطىء فيه، وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات، وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سماعهم منهم من قبل الاختلاط سواء »(2) .  

تنبيه:

من كان حافظاً ثم ساء حفظه وأخذ يحدث بأحاديث يحفظها تماماً من غير خطأ، أو أخذ يجيز غيره بمروياته، فهل له ذلك ؟

فصّل القول في هذه المسألة تفصيلاً جيداً الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ فقال: « فمن تغير بسوء حفظ، وله أحاديث معدودة قد أتقن روايتها، فلا بأس بتحديثه بها زمن تغيره، ولا بأس بأن يجيز مروياته حال تغيره، فإن أصوله مضبوطة ما تغيرت، وهو قد وعى ما أجاز، فإن اختلط وخرف امتنع من أخذ الإجازة منه »(3).

المؤلفات فيه: أبرز المصنفات فيه:

1- المختلطين، للعلائي.

2- الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط، لسبط ابن العجمي. وعليه ذيل:نهاية الاغتباط، لعلاء الدين علي رضا.

3- الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات، لابن الكيال.

4- معجم المختلطين، لمحمد طلعت.

_______________________

(1) علوم الحديث (ص:397 ـ 398) .

قال الحافظ السخاوي: " وما يقع في الصحيحين، أو أحدهما من التخريج لمن وصف بالاختلاط من طريق من لم يسمع منه إلا بعده، فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما ثبت عند المخرج أنه من قديم حديثه، ولو لم يكن من سمعه منه قبل الاختلاط على شرطه ولو ضعيفاً يعتبر بحديثه فضلاً عن غيره لحصول الأمن به من التغير،كما تقدم مثله فيما يقع عندهما اجتماعاً وانفراداً من حديث المدلسين بالعنعنة " . فتح المغيث (3/366) .

يقول أستاذنا الدكتور نور الدين: وهذا جواب سديد أيده العلماء، وقرّروه في مصنفاتهم، يشهد له إجماع العلماء على تلقي أحاديث الكتابين بالقبول. شرح العلل تعليقاً (2/555) .

(2) علوم الحديث (ص:397 ـ 398) .

قال الحافظ السخاوي: " وما يقع في الصحيحين، أو أحدهما من التخريج لمن وصف بالاختلاط من طريق من لم يسمع منه إلا بعده، فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما ثبت عند المخرج أنه من قديم حديثه، ولو لم يكن من سمعه منه قبل الاختلاط على شرطه ولو ضعيفاً يعتبر بحديثه فضلاً عن غيره لحصول الأمن به من التغير،كما تقدم مثله فيما يقع عندهما اجتماعاً وانفراداً من حديث المدلسين بالعنعنة " . فتح المغيث (3/366) .

يقول الدكتور نور الدين: وهذا جواب سديد أيده العلماء، وقرّروه في مصنفاتهم، يشهد له إجماع العلماء على تلقي أحاديث الكتابين بالقبول. شرح العلل تعليقاً (2/555) .

(3) الموقظة في علم مصطلح الحديث (ص:66) .



بحث عن بحث