ثالثا: كتب الأطراف

 

 

أولا / تعريف الأطراف:

 

الأطراف لغة : جمع طرف ، وهو الناحية ، وطائفة من الشئ

وفي اصطلاح المحدثين : طرف الحديث : هو جزء الحديث الدال على بقيته ، سواء كان ذلك الجزء من ألفاظ الحديث مثل : ( بني الإسلام على خمس ) ، و ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ) و ( الدين النصيحة ) ، أو وضع له مؤلف كتاب الأطراف عنوانا مثل ( حديث جبريل ) و ( حديث النغير ) ونحوهما .

 

وكتب الأطراف: هي الكتب التي يقتصر فيها علي ذكر طرف الحديث الدال علي بقيته مع الجمع لأسانيده إما علي سبيل الاستيعاب أو علي جهة التقيد بكتب مخصوصة كأطراف الصحيحين لأبي مسعود الدمشقي .(1) 

 

ثانيا/ شرط أهل كتب الأطراف:

 

شرط أهل كتب الأطراف أن يذكروا حديث الصحابي مفردا كأهل المسانيد إلا أنهم لا يذكرون من الحديث إلا طرفا منه ، بخلاف أهل المسانيد فإنهم يذكرون الحديث بتمامه ليعرف به ، ثم ــ أي أصحاب الأطراف ــ يذكرون جميع طرق الشيخين وأهل السنن الأربع وما اشتركوا فيه من الطرق وما اختص به كل واحد منهم(2)

 

ثالثا/ فوائد كتب الأطراف:

 

للأطراف فوائد كثيرة ومميزات عظيمة لخصها الشيخ محمد عبد الرزاق

حمزة هي :

1 ــ جمع طرق الحديث لنعرف بها إن كان الحديث غريبا أو عزيزا أو مشهورا

أقول هذا بالنسبة للكتب الستة لكن قد يظهر للمخرج عنج تخريج الحديث من غير الكتب الستة طريقا أو طرقا أخري تزيل الغرابة عن الحديث وتجعله عزيزا أو مشهورا .

2 ــ جمع رجال الإسناد لكل حديث فيظهر للباحث مبهماته ومهمله كسفيان هل هو الثوري أو ابن عيينة ، وحماد هل حماد بن زيد أو حماد بن سلمة

فمثلا : إذا أخرجنا حديثا من البخاري وجاء في بعض رجال الإسناد راو مهمل ، كأن يقال عن سفيان ، وتأتي الرواية في صحيح الإمام مسلم من نفس الطريق بتمييز هذا المهمل فيقال : عن سفيان الثوري .

وقد يكون الاسم مبهما في رواية الترمذي ، فيقال مثلا عن سفيان الثوري عن رجل عن أنس ، فتأتي الرواية في النسائي بتعيين هذا المبهم ، فيقال عن سفيان الثوري عن علي بن زيد عن أنس بن مالك

وقد يكون الاسم ورد بالكنية ، فيقال مثلا : عن أبي محمد ، فتأتي رواية أخري وتميز هذا الاسم ، فيقال مثلا : عن إسحاق بن علي أبي محمد .

وزيادة علي ما سبق فغننا نقول بجمع رجال الإسناد يتبين لنا إذا كان ورد في الإسناد تعليق ، أو انقطاع ، أو إعضال ، أو إرسال .

3 ــ تصحيح ما يقع من الأغلاط المطبعية أو العلمية في أسانيد كتب السنة وما أكثرها ، خصوصا عندما قام بنشر كتب السنة من لا علم له بها ، وليست لديه الخبرة الكافية بقواعد التصحيح .

4 ــ معرفة من أخرج الحديث من أصحاب الدواوين المشهورة ، وموضع تخريجه عند من أخرجه منهم .

5 ــ معرفة اختلاف نسخ الكتب الستة وغيرها ، فكثيرا ما تختلف نسخ البخاري وأبي داود بذكر بعض الأحاديث وحذفها والتعليق عليها ، فيستفيد المخرج من كتب الأطراف للمزي مثلا بأن هذا الحديث موجود في نسخة فلان وفلان من أصحاب نسخ البخاري أو أبي داود رحمهم الله تعالي

6 ــ ضبط أسانيد الكتب المخرج منها وحفظها من التحريف والتبديل ، ومثال ذلك عند الترمذي ( 4 / 145 ) من النسخة المطبوعة : سفيان بن عيينة عن وكيع عن زيد بن أسلم عن أبيه ، وهذا خطأ لأنه جاء في كتب الأطراف وخصوصا التحفة ( 3 / 408 ) صحة السند هكذا :

سفيان بن عيينة عن وكيع عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه ، لذلك اتضح لنا صحة الاسم من خلال ما جاء في كتب السنة الأخرى

7 ــ معرفة مرويات كل صحابي على حدة في الكتب التي اعتمد عليها صاحب كتاب الأطراف .(3)

 


 


(1) - الرسالة المستطرفة ص 125 .

(2) - توضيح الأفكار ص 231، 232 .

(3) - انظر : تحفة الأشراف ( 1 / 21 ، 22 ) ، القول البديع 43 ــ 45 .

 

 

 

 



بحث عن بحث