المعجم الكبير للطبراني (2-2)

 

رابعا: ترتيب الكتاب:

1 - رتب الطبراني الصحابة علي حروف المعجم ، وقسمهم إلى رجال ونساء، مبتدئا بأصحاب الأسماء من الرجال ثم بأصحاب الكنى ، وكذلك فعل في النساء ، غير أنه يلاحظ على هذا الترتيب أمران :

    الأول : أنه بدأ  مسانيد الرجال من الصحابة بمسانيد العشرة المبشرين بالجنة ، وقدم الأربعة الخلفاء علي ترتيب خلافتهم ، ثم أتبعهم بذكر بقية العشرة ؛ وذلك لفضلهم، ولئلا يتقدمهم أحد غيرهم .

    الثاني : أنه في قسم النساء بدأ بمسانيد بنات النبي - صلى الله عليه وسلم- ،فبدأ بمسند فاطمة ، ثم زينب ، ثم رقية ، ثم أم كلثوم - رضي الله عنهن- ، ثم مسند أمامة بنت أبي العاص ، وهي بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم أعقبهن بزوجات النبي - صلي الله عليه وسلم-، وقدم منهن : خديجة ، ثم عائشة ، ثم بقية أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهن- .

   وقد قال في مقدمة مسانيد النساء : ( ما انتهى إلينا من مسند النساء اللاتي روين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، خرجت أسماؤهن علي حروف المعجم ، وبدأت ببنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأزواجه لئلا يتقدمهن غيرهن ، وكانت فاطمة أصغر بنات رسول الله - صلي الله عليه وسلم- وأحبهن إليه ، فبدأت بها لحب رسول الله - صلي الله عليه وسلم- لها )(1) .

  ثم ساق بقية النساء علي حروف المعجم ، وقسمهن كطريقته في تقسيم الرجال ، إلا أنه زاد في النساء قسم للمبهمات من الصحابيات - رضوان الله عليهن-.

2 - إذا اشترك مجموعة من الصحابة في اسم واحد  أفرد لهم الطبراني بابا خاصا يذكر فيــه أفراد هذا الاسم ، ويعنون له بعبارة ( باب من اسمه كذا ), ومن ذلك قوله : من اسمه أسامة ، وباب من اسمه أسيد ، وباب من اسمه أوس ، وباب من اسمه الأشعث ، وباب من اسمه أنس ... الخ .

3 - رتب المرويات علي حسب مسانيد الصحابة - رضوان الله عليهم - في الغالب - ولكنه يروي في مسند الصحابي أحاديث ليست من روايته ، وذلك عند التعريف بهذا الصحابي ، وذكر فضائله ، وعند بيان صحبة من ليست له رواية ، وهو في أكثر الأحوال يسوق ما يتعلق بنسبة الصحابي ، ثم ما يتعلق بصفته ، ثم ما يتعلق بسنه ووفاته ، ثم يبوب بقوله : ( ومما أسند ) .

4 - إذا كثرت روايته عن صحابي رتب أحاديثه حسب الرواة عنه ، ورتب هؤلاء الرواة حسب الطبقة ، فيقدم الصحابة الذين رووا عن الصحابي ، ثم يورد التابعين ، ويراعي غالبا ترتيب القبائل ، ومثال ذلك: بلال بن رباح فقد أكثر الرواية من حديثه، ولذلك رتب أحاديثه حسب الرواة عنه ، فقال :

       أ - أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- عن بلال .

       ب - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- عن بلال .

       ج - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- عن بلال .

        د - عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- عن بلال .

        هـ - أبو سعيد الخدري عن بلال - رضي الله عنهما- ، وهكذا (2).

5 - يجمع في مرويات الصحابي بين التصنيف علي الأبواب الفقهية ، وبين تقسيم المرويات علي حسب التراجم ، ومنه صنيعه عند مسند جبير بن مطعم - رضي الله عنه- حيث قسم مروياته علي حسب من روي عنه ، ثم صنف أحاديث هؤلاء الرواة عن الصحابي علي الأبواب الفقهية (3).

6 - إذا دارت عدة أحاديث لصحابي حول موضوع واحد، ووجد أن من المصلحة، واستكمالاً للفائدة أن يدخل بينها أحاديث في نفس الموضوع، ومن رواية صحابة آخرين، ولم ير باسا في ذلك.

مثاله: مسند أسامة بن زيد - رضي الله عنه- حيث جاءت فيه أحاديث عن (الصرف )، ثم أعقبها بروايات عن ابن عباس - رضي الله عنه- في الموضوع نفسه، ثم عاد فقال: تمام حديث أسامة بن زيد (4).

7 - أحيانًا يُبَوِّبُ بما يدل علي اقتصاره علي غرائب ما رواه الصحابي، مثل صنيعه عند مسند أبي ذر - رضي الله عنه-، حيث قال: ( من غرائب مسند أبي ذر )(5).

 

خامسًا : أهم مميزاته:

1 - يعتبر المعجم الكبير للطبراني من مصادر السنة النبوية الأصيلة ذات الأهمية الجليلة .

2 - يعتبر من الموسوعات الكبيرة المسندة .

3 - اشتمل على كثير من الزوائد على الكتب الستة .

4 - يعد من المصادر الأصيلة في معرفة الصحابة، وذكر أنسابهم ووفياتهم وفضائلهم.

 

سادسًا : كيفية التخريج منه:

        إذا أردت أن تخرج حديثًا من هذا الكتاب فعليك بمعرفة الصحابي الذي روى الحديث عن النبي - صلي الله عليه وسلم-، وأن تنظر إلي ترتيبه ضمن ثنايا الكتاب، فإن كان مُقِلاً في الرواية عنه نظرت إلي أحاديثه ، وإن كان مكثرًا في الرواية عنه بحثت عمن روى عن هذا الصحابي، سواء كان من الصحابة أو التابعين؛ لتقف على الحديث المراد تخريجه .

        وإن كان في المتن تعلق بصحابي معين بحثت في ترجمة هذا الصحابي الوارد في متن الحديث؛ لسرعة الوصول إلي الحديث.

        وقد بين الدكتور/ عزت عطية ذلك فقال: إن تخريج الحديث منه قد يكون بالنظر إلي الصحابي الذي ورد في حقه الحديث، وأحيانا بالنظر إلي الصحابي الذي روي الحديث.

        وقد ذكر مثالاً تطبيقيًا فقال : حديث ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة )، فقد روى هذا الحديث عن عمر ، وعلي ، وجابر وغيرهم ، وأورده عن هؤلاء في ترجمة الحسين ، وفي معجم كل منهم كذلك (6).

        وقد طبع المعجم الكبير بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، وقد ألحق بكل مجلد من الكتاب فهارس متنوعة يمكن الاستفادة بها في التخريج منه.


 

ــــــــــــــــــــــــ

(1) - المعجم الكبير ( 22 / 33396 ) .

(2) - المعجم الكبير ( 1 / 336 ــ 372 ).

(3) - المعجم الكبير ( 2 / 112 ، 118 ) .

(4) - المعجم الكبير ( 1 / 160 ــ 178 ) .

(5) - المعجم الكبير ( 2 / 151 ).

(6) - التخريج ودراسة الأسانيد ص 59.

 



بحث عن بحث