مسند أبي يعلى الموصلي

 

 التعريف بالمؤلف :

 هو : أحمد بن علي بن المثنى بن يحيي التميمي الموصلي ، واشتهر بأبي يعلى الموصلي، ولد سنة 210 هــ.

    روى عن الإمام يحيي بن معين، والإمام علي بن المديني، والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم.

 وروى عنه ابن حبان البستي ( صاحب الصحيح ) ، والطبراني ( صاحب المعاجم ) وابن عدي ( صاحب الكامل في الضعفاء ) وغيرهم .

   أثنى عليه العلماء كثيرًا ، فقال الدارقطني : ( ثقة مأمون موثوق به )، وقال ابن حبان: (من المتقنين في الروايات المواظبين علي رعاية الدين وأسباب الطاعات ).

 توفي سنة 307 هـ (1)

 التعريف بمسنده :

 أولاً: اسمه: المسند.

 ثانيا : موضوعه : مرويات الإمام أبي يعلى مرتبة على مسانيد الصحابة .

 ثالثا : مشتملاته : عدد الصحابة الذين أخرج لهم ( 210 ) صحابيًا، وعدد أحاديثــه ( 7555 ) حديثًا أغلبها من المرفوع.

 رابعا : طريقة ترتيبه : رتب الإمام أبو يعلى المرويات علي مسانيد الصحابة ، ورتب مرويات المكثرين منهم علي حسب الرواة عنهم في الغالب، حيث:

 1 - بدأ الرجال بمرويات العشرة، إلا عثمان - رضي الله عنه-، ثم بمرويات مجموعة من الصحابة المقلين ، ثم المكثرين من الصحابة ، وهم : جابر بن عبد الله ، ثم عبد الله بن عباس ، ثم أنس بن مالك ، ثم عائشة ، ثم عبد الله بن مسعود ، ثم ابن عمر ، ثم أبو هريرة - رضي الله عنهم-، ثم بمجموعة من قرابة النبي - صلى الله عليه وسلم- وآل بيته ، وهم: الفضل بن العباس ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهم-، ثم بمجموعة من الصحابة المقلين أيضا، والذي يظهر أنه اعتبر أهل القبائل منهم ، وذكر معهم بعض المبهمين ، ثم عاد إلي النساء، وبدأهن بأمهات المؤمنين - في الغالب - إلا عائشة؛ حيث تقدمت مع المكثرين - ثم ببقية النساء، والمبهمات، ثم عاد إلي الرجال .

 2 - رتب مرويات المكثرين بحسب الرواة عنهم، وهذا يظهر في مسند جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك - مثلاً - وقد ترجم بالرواة عن أنس في مسنده بعنوان ظاهر .

 3 - بدأ مسانيد العشرة المبشرين بالجنة ، بتقديم الخلفاء الأربعة، إلا أنه لم يذكر مرويات عثمان -رضي الله عنه -، ثم أورد مرويات بقية الرجال من الصحابة، والذي يظهر أنه اعتبر فيهم بعض الأوصاف في الغالب، مثل : كثرة المرويات، والقبائل، وأهل القرابة، وآل البيت.

 4 - وضع مسند عائشة - رضي الله عنها- في مسانيد المكثرين، وأما بقية النساء، فذكرهن مجتمعات في أواخر الكتاب تقريبا، وبدأهن بأمهات المؤمنات في الغالب.

 5 - ترجم لمسانيد المبهمين والمبهمات، ومن ذلك قوله: ( رجل غير مسمي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- 12 / 216 )، وختم الكتاب بمرويات مجموعة من رجال الصحابة - رضوان الله عليهم-، بعد نهاية مرويات النساء .

 خامسا : أهم مميزاته :

 أ - يعتبر من المصادر الحديثية الأصيلة المسندة التي لها أثر في علوم الحديث إسنادًا ومتنًا.

 ب - إثبات صحبة عدد من الصحابة، إذا ثبت الإسناد إليه.

 ج - احتواؤه على مجموعة من الأحاديث الصحيحة والزائدة على مرويات الكتب الستة.

 سادسا : روايات المسند :

 لمسند أبي يعلي روايتان علي المشهور:

 الأولى : الرواية المختصرة ، وهي رواية أبي عمرو : محمد بن أحمد بن حمدان الحيري  (ت 376 هـ ) عن أبي يعلي الموصلي ، وهي التي اعتمد عليها الحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي ( 807 هـ ) في كتابه ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد )،/ ذكر ذلك ابن حجر في مقدمة كتابه المطالب العالية .

 الثانية : الرواية المطولة، وتسمى ( المسند الكبير )، وهي رواية أبي بكر: محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ الأصبهاني ( ت 381 هـ ) عن أبي يعلى الموصلي ، واعتمد عليها الهيثمي في كتابه ( المقصد العلي في زوائد أبي يعلي الموصلي )، والعلامة أبو العباس: أحمد بن أبي بكر البوصيري ( ت 840 هـ ) في كتابه ( إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ) ومختصره ، وذكر ذلك في آخرهما ، واعتمد عليها أيضا الحافظ ابن حجر في تتبعه لما فات الهيثمي، وقد أودعها ابن حجر كتابه ( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية )(2) .

 سابعًا: جهود المحققين في العناية به .

   قام العلامة حسين سليم أسد بتحقيقه علي حسب الرواية المختصرة، وطبع الكتاب في دار المأمون للتراث عام 1414 هـ الطبعة الأولي ، وقد اعتنى المحقق بتحقيق النص ، وتخريج الأحاديث ، وترقيمها ، وأعد فهارس متنوعة، منها: فهرس للأحاديث، وفهرس للصحابة الذين روى لهم أبو يعلى في مسنده .

 

كيفية التخريج من الكتاب :

    يعتمد التخريج من الكتاب علي معرفة الراوي الأعلى للحديث، ويساعد الباحث في ذلك الفهارس الموجودة في نهاية الكتاب، فإذا ما وقف على الصحيفة التي يوجد فيها مرويات ذلك الراوي، أمكنه من خلال قراءة أحاديث ذلك الراوي أن يقف على الحديث المراد تخريجه .


(1) انظر : سير أعلام النبلاء ( 14 / 177 )، والثقات ( 8 / 55 ) .

(2) انظر : طرق التخريج بحسب الراوي الأعلى ص 45 ــ 48 .



بحث عن بحث