مسند الإمام أحمد (4-5)

 

 8 - أهم مميزات المسند:

       1 - يعتبر مسند الإمام أحمد من المصادر الحديثية المسندة، ولذلك أثره في علوم الحديث إسنادًا ومتنًا.

       2 - يعد من أنقى المسانيد، حيث إن الإمام أحمد انتخبه من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف حديث، كما ذكر الإمام أحمد نفسه (1)، ويقول الحافظ ابن حجر: (لا يشك منصف أن مسنده أنقى أحاديث، وأتقن رجالاً من غيره، وهـذا يدل على أنه انتخبه)(2).

      3 - يعتبر من الموسوعات الحديثية الجامعة المسندة؛ لأنه احتوي غالب المرويات، وأصولها الثابتة، فلا يكاد يوجد حديث صحيح إلا وهو فيه بنصه، أو أصله، أو نظيره، أو شاهده(3)، ويقول ابن الجوزي: (ما من حديث غالبًا إلا وله أصل في هذا المسند)(4)، ويقول الحافظ ابن كثير: (يوجد في مسند الإمام أحمد من الأسانيد والمتون شيء كثير مما يوازى كثيرًا من أحاديث مسلم؛ بل والبخاري أيضا، وليست عندهما، ولا عند أحدهما، بل لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الأربعة)(5).

 

 9 - رواية المسند: المسند من رواية أبي بكر: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي القطيعي (ت 368 هـ) عن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (290 هـ) عن أبيه.

 

 10 - جهود العلماء في العناية بالمسند: لقد عني العلماء بالمسند عناية كبيرة؛ لما له من أهمية كبيرة، ومنزلة عظيمة، وقد تمحورت هذه الأهمية في الآتي:

     أ - ترتيبه كترتيب كتب الأطراف:

         -  رتبه علي معجم الصحابة والرواة عنهم، كترتيب كتب الأطراف، الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت.

         -  ثم أخذ الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير كتاب المسند بترتيب ابن المحب الصامت، وضم إليه الكتب الستة،  ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، ومعجم الطبراني الكبير، ورتبها جميعًا على نفس ترتيب ابن المحب للمسند، وسماه (جامع المسانيد والسنن).

 قال ابن الجزري: (... وجهد نفسه كثيرًا وتعب فيه تعبًا عظيمًا، فجاء لا نظير له في العالم، وأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة، فإنه مات قبل أن يكمله؛ لأنه عوجل بكف بصره، وقال لي: رحمه الله تعالى - لا زلت أكتب فيه في الليل والسراج ينونص - يعني يضعف - حتى ذهب بصري معه، ولعل الله أن يقيض له من يكمله مع أنه سهل، فإن معجم الطبراني الكبير لم يكن فيه شيء من مسند أبي هريرة - رضي الله عنه-)(6).

        -  ورتبه على الأطراف أيضا الحافظ ابن حجر، وسماه: (إطراف المسند - بكسر النون وضم الميم - المعتلي بأطراف المسند الحنبلي) ثم ضمه أيضا مع الكتب العشرة في كتابه (إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة).

    ب - ترتيبه علي الكتب والأبواب الفقهية:

     -  رتبه على الكتب والأبواب الفقهية الشيخ العلامة أحمد بن عبد الرحمن البنا، الشهير بالساعاتي، وسماه:  (الفتح الرباني بترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني)، غير أنه اقتصر علي جزء من إسناد الحديث مع تمام متنه، ثم عاد وشرحه، وخرج أحاديثه في كتاب سماه (بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني)، لكن المنية عاجلته قبل إتمامه، فأتمه الشيخ الدكتور/ محمد عبد الوهاب البحيري، وقد طبع الكتابان معا في أربعة وعشرين جزءًا.

      - ورتبه علي نفس ترتيب الفتح الرباني الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عثمان القرعاوي، غير أنه استوعب الأسانيد وطرق الحديث كلها في المسند، وسمى كتابه (المحصل لمسند الإمام أحمد بن حنبل)، قال في أوله: (وطريقتي في ذلك هي أني أذكر الترجمة (كباب في معرفة حق الله تبارك وتعالى.....) وبعدها أجعل لكل صحابي رقمًا، مبتدئا برقم واحد (1)، وبجانب الرقم أذكر اسم الصحابي، ثم اذكر حديثه، واجعل لهذا الحديث ولطرقه أرقامًا من الجانب الأيمن على التسلسل، تبين عدد طرقه، إلا أن تكرر ذكر الحديث فيما سبق فإني أشير إلي أنه قد تكرر في قولي: ((قال مقيده عفا الله عنه...)) وقد جعلت قبل هذا الرقم رقمًا يشير إلي تعداد أحاديث المحصل كاملاً، من أوله إلي آخره، مبتدئًا برقم (1)، ومنتهيًا برقم (29258).


 


(1)     انظر: خصائص المسند لأبي موسي المديني ص 21.
(2)     النكت علي كتاب ابن الصلاح ص149.
(3)     انظر للفائدة في هذا الباب: كتاب الفروسية لابن القيم ص 69.
(4)     المصعد الأحمد (1 / 31).
(5)     اختصار علوم الحديث ص 27.
(6)     الفتح الرباني (1 / 8).

 



بحث عن بحث