ثانياً: كتب المعاجم والفهارس(13)
ترتيب الكتاب :
وبعد أن رتب الأحاديث على الموضوعات بأن وضع كل مجموعة أحاديث تحت الباب الذي يناسبها ، وكل مجموعة أبواب تحت الكتاب الذي يناسبها ، بعد ذلك رتب الكتب على حروف الهجاء فابتدأ بالكتب التي أولها همزة وهي : الإيمان ، ثم الأذكار ، ثم الأخلاق ، ثم الإجارة ، ثم الإيلاء ، وأتبعها بالكتب التي أولها باء ، ثم بالتي أولها تاء ، حتى انتهى إلى آخر حروف المعجم فربت كتبه على السبعين ، ذك لها فهرسا في أول الكتاب ، وذكر لها مصحح الكتاب فهرسا في نهاية الكتاب ، وهو يبدأ في كل كتاب من الكتب داخل ( كنز العمال) بالسنن القولية تحت أبواب متعددة ، فإذا انتهى من السنن القولية ، أعقبها بالسنن الفعلية مرتبا إياها على نفس الأبواب التي ذكرها في السنن القولية .
قال في المقدمة :" فمن ظفر بهذا التأليف فقد ظفر بجمع الجوامع مبوبا مع أحاديث كثيرة ليست في جمع الجوامع ، لأن المؤلف السيوطي- رحمه الله - زاد في الجامع الصغير وذيله أحاديث لم تكن في جمع الجوامع "
طريقة التخريج من الكتاب :
لعل القارئ الكريم بعد أن عرف الكتاب وأصل مادته العلمية وطريقته يكون قد سهل عليه التخريج منه ، إذ ما على الباحث إذا أراد تخريج حديث من كنز العمال إلا أن يتأمل حديثه أولا ، لمعرفة من أي كتاب هو ، يعني هل هو من كتاب الإيمان ؟ أو الصلاة ؟ أو الزكاة .. إلخ ، فإذا ما حدد الكتاب فعليه أن يتصفح أبوا هذا الكتاب في الفهرس ليرى أي باب يكون فيه الحديث ، ثم يفتح هذا الباب من الكتاب ويتتبع أحاديثه فسوف يجد - بإذن الله تعالى - حديثه ، فإذا ما وقف على حديثه فعليه أن يفك رموزه ، ويعزوه لمن ذكر المؤلف أنه أخرجه من الأئمة ، علما بأن رموز الكتاب هي رموز الجامع الصغير والجامع الكبير للسيوطي ، وقد تقدم ذكرها .
مميزات الكتاب :
1 - ترتيبه على الأبواب الفقهية ، وفي ذلك من اليسر ما فيه .
2 - أنه كنز لمن أراد الاستفادة الموضوعية به ، فمن رام أحاديث موضوع معين وجدها فيه مجموعة مرتبة ، معزوة لمن أخرجها من الأئمة ، مدروسة في الغالب من حيث الصحة والضعف .
المآخذ على الكتاب :
يؤخذ على الكتاب أنه قسم الأحاديث فأبعدها عن بعضها ، فجعل أحاديث المنهج ( منهج العمال ) منفصلة عن أحاديث الإكمال ، وهي إذ تمثل أحاديث الأقوال منفصلة عن أحاديث الأفعال ، وليته أدخل كل ذلك في بعضه مميزا بكلمة تسبق الحديث ، وقد اعترف المؤلف بهذا المأخذ ، واستدركه في كتابه ( منتخب كنز العمال ).