القاعدة الثانية : وضوح الرؤية والهدف (5-7)

 

ركائز الداعية في تحقيق أهداف الدعوة- المَعلم الأول

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،،،

ففي هذه الحلقة نبين: ركائز الداعية في تحقيق أهداف الدعوة- المعلم الأول:

ويقصد بذلك المعالم التي يستعين بها الداعي لصياغة هدفه ووضوح رؤيته.

1-المعلم الأول: التخطيط الواعي:

إن الدعوة إلى الله بحاجة ماسة إلى تخطيط قويم يعنى به دعاة اليوم كما عني بها دعاة الأمس من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم  وسلف هذه الأمة رضوان الله عليهم.

إن المتفحص في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم  يرى أنه كان عليه الصلاة والسلام يُعنى بالتخطيط، فقد كان صلى الله عليه وسلم  يختار النماذج الصالحة لأن تكون رسلًا بالبشارة بالإسلام وهداية الناس إليه، فقد أرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه  إلى المدينة، وأرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه  إلى اليمن، وحبيب بن زيد رضي الله عنه  إلى مسيلمة الكذاب، وقد كان يخبرهم بأحوال هذه المجتمعات وما هي عليه وما يصلح لها من دعوة.

وقد أقام نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم  دار الرقم بن أبي الأرقم لتربية الصحابة وتعليمهم أمور الإسلام، وقد عاش بدعوته السرية ثلاث سنوات حتى كثر أتباع هذه الدعوة وأصبح لها قيمة في المجتمع المكي، وكذا كانت الهجرة النبوية تمضي بخطة مدروسة محكمة آتت ثمارها الحسنة والإيجابية.

إن التخطيط الواعي للدعوة هو الذي يوصل إلى النتائج المثمرة بأقصر الطرق بعد توفيق الله سبحانه وتعالى باستخدام أفضل الوسائل، أرقى الأساليب، والإفادة من وسائل الاتصال المعاصرة والتقنية الحديثة المتطورة لتصل إلى كل قلب.

إن ما ينبغي بيانه والتأكيد عليه أن البذرة مهما كانت صالحة فإنها تحتاج في نمائها إلى صلاح الأرض، وطيب التربة، وملاءمة الطقس، وكذلك كلمة الحق رغم أنها تحمل في داخلها تأثيرًا طبيعيًا، فإنها تحتاج إلى أن يراعي الداعية عند عرض الدعوة أوضاع المخاطب النفسية، فإن القلوب والنفوس تختلف إقبالًا وإدبارًا وتقدمًا وتخلفًا ورغبةً وإعراضًا بفعل الملابسات والأحوال التي تتناوبها، كاختلاف المواسم والفصول تمامًا في الملائمة لشيء ما أو عدم الملائمة له.

والخلاصة: أن على الداعية أن يخطط لعمله الدعوي، ولا يعني التخطيط الإيغال في الكتابة والورق، أو الجلوس على الطاولة وقتًا طويلًا، وإنما يعني أن يدرك عمله، وماذا يريد أن يصل إليه، والخطوات الني يريد القيام بها في ضوء الوسائل المتاحة لديه.

ولنضرب لذلك مثالًا: معلم جعل هدفه تقويم سلوك تلاميذه مع مادته العلمية.

فالتخطيط أن يقيد الموضوعات التي يريد طرحها، والزمن الذي يستغرقه، ومدى قياس التأثر والتأثير، والأسلوب الذي يريد طرح أفكاره فيه هل هو القصة المؤثرة؟ أو أسلوب الاستفهام؟ أو الترغيب والترهيب؟ ونحو ذلك، وبهذا سيكون نتاج دعوته عظيمًا بإذن الله تعالى.

وسنبدأ في الحلقة التالية بإذن الله تعالى ببيان: المَعلم الثاني من ركائز الداعية في تحقيق أهداف الدعوة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 



بحث عن بحث