سمات الداعية (1-2)

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،،،

ففي هذه الحلقة نذكر سمات الداعية.

سادسًا: سمات الداعية:

من أجل أن تنجح مسيرة الدعوة إلى الله، وتُؤتى ثمراتها يانعة، فلا بد للداعية أن يتحلى بخُلق الدعاة ويقتدي في ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وفيما يلي بعض تلك الخلال والصفات التي ينبغي التحلي بها في العمل الدعوية:

1 – الإخلاص والصدق:

وقد سبق الحديث عن ضرورة إخلاص النية لله تعالى في العمل الدعوي بأن يكون كل حركات الداعية وسكناته لله تعالى وألا يشوبها شيء للدنيا وزخرفها، وأن يكون طلب الأجر والثواب من الله وحده، كما قال الله تعالى:( يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ( [هود: 51].

2 – العلم الشرعي:

 

وقد سبق الإشارة إليه أيضًا في بيان مقوّمات الدعوة، حيث لن ينجح العمل الدعوي إلا أن يكون لدى القائمين عليه العلم الشرعي الكافي لبيان الإسلام بتشريعاته وأحكامه، يقول الله تعالى في شأن أهل العلم والفرق بينهم وبين أهل الجهل والهوى الذين يتبعون المتشابه من الآيات والأحكام: ( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ)[آل عمران: 7].

3 – الحلم والرفق:

ومن أهم ما ينبغي أن يتحلى به الداعية إلى الله الحلم والرفق في كل حركة أو سكن، فمن طبيعة الناس وفطرتهم أنهم يميلون إلى اللين والرفق في المعاملة، وينفرون من الشدة والغلطة فيها، تصديقًا لقوله تعالى: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) [آل عمران: 159].

وقد أمر الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام بالذهاب إلى فرعون ومخاطبته بالقول اللين رغم طغيانه وجبروته، فقال جل ثناؤه: ( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طه: 43 – 44].

4 – الصبر والتحمل:

إن الصبر في طريق الدعوة وتحمّل مشاقها مطلب ضروري ينبغي توافره في الداعية، فالتسرع والاستعجال والانفعال والتضجر كلها من مناقضات عمل الدعوة إلى الله، فمن أراد أن يسير في هذه الطريق لا بد أن يعرف معالمها ويتصور عقباتها، حتى يتزوّد بسلاح الصبر والتحمل، فالتحديات كثيرة التي تقف في وجه الدعوة وتحاول وأْدَها، فلا بد من الصبر لصدّها، وكذلك فإن دعوة الناس أمر يتطلب الصبر والمصار، لاختلاف أطباعهم وقدراتهم وتصوراتهم.

وقد تعرّض النبي صلى الله عليه وسلم  لشتى أنواع الأذى والمعاناة، خلال مسيرته الدعوية، ولكنه ثبت على الطريق بالصبر والتقوى، حتى مكّنه الله تعالى ونصر دينه وأعلى كلمته، وكان الله تعالى يواسي نبيه عليه الصلاة والسلام ويأمره بالصبر فقال: ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ) [النحل:127]، وقال جل شأنه: (و َلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 155].

وسنذكر في الحلقة التالية بإذن الله تعالى: بقية من سمات الداعية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

 



بحث عن بحث