مصطلحات مرادفة للحديث (1-2)

 

1-السنة.

تعريفها لغة: هي السيرة حسنة كانت أو قبيحة(1) .

والسنة هي الطريقة فسنة كل واحد ما عهدت منه المحافظة عليه, والإكثار منه سواء كان ذلك من الأمور الحميدة أو غيرها (2) .

ولها أيضاً معانٍ أخرى تقرب مما ذكر.

وفي الاصطلاح: هي كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة سواء كان ذلك قبل البعثة أم بعدها.

والسنة بهذا المعنى مرادفة لمعنى الحديث النبوي عند بعضهم(3) .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

معاني السنة في القرآن الكريم:

ورد لفظ السنة في كتاب الله تعالى في مواضع عدة, كما في سورة آل عمران آية 137 وسورة النساء آية26  وسورة الأنفال آية 38 وسورة الحجر آية 13 وسورة الإسراء آية 77 وسورة الكهف آية 55 وسورة الأحزاب آية 38 و62 وسورة فاطر آية 43 وغافر آية 85 والفتح آية 23 كما في المعجم المفهرس(4), وقد ذكر المفسرون والمعتنون بألفاظ القرآن الكريم أن معناها الطريقة مطلقاً من غير تقييد.

قال الأصبهاني: (السنن جمع سنة وسنة الوجه طريقته وسنة النبي طريقته التي كان يتحراها, وسنة الله تعالى قد تقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته نحو سنة الله التي قد خلت ..) (5) .

قال ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم: يعني طرائقهم الحميدة)(6) .

وقال القرطبي: (يبين لكم طرق الذين من قبلكم من أهل الحق وأهل الباطل) (7) .

معانيها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :

ورد لفظ السنة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً, ويبينها الشارحون لحديثه بمعنى الطريق المتبعة.

قال ابن الأثير –في باب السين مع النون- سنن: (قد تكرر في الحديث ذكر السنة وما تصرف منها والأصل منها الطريقة والسيرة وإذا أطلقت في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم  ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً مما لم ينطق به الكتاب العزيز, ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب والسنة أي القرآن والحديث) (8).

قال الحافظ ابن حجر: (السنة ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم  من أقواله وتقريره وما همّ بفعله(9) ,

والسنة في أصل اللغة: (الطريقة)   (10) .

معانيها عند علماء الشريعة سوى المحدثين:

 أ ــ السنة في علم الاعتقاد:

هي الطريقة المسلوكة فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه ه وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال وهذه هي السنة الكاملة (11)  استناداً إلى ما جاء في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال:( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ)(12) .

 ب ــ السنة في اصطلاح الفقهاء:

فهي كل ما ثبت عن النبي ه ولم يكن من باب الفرض ولا الواجب فهي الطريقة المتبعة في الدين من غير افتراض ولا وجوب(13) .

أو هي كما يعبر بعضهم: ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه(14).

 ج ــ السنة في اصطلاح علماء أصول الفقه:

قال الآمدي في تعريف السنة: وقد تطلق على ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم  من الأدلة الشرعية مما ليس بتلو ولا هو معجز ولا داخـل في المعجز(15).

وقد ذكر ابن حزم أقسام السنة فقال: السنن تنقسم ثلاثة أقسام: قول من النبي صلى الله عليه وسلم , أو فعل منه عليه السلام, أو شيء رآه وعلمه فأقر عليه ولم ينكره (16) .

وبهذا يتبين أن السنة عند الأصوليين هي: كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم  غير القرآن من قول أو فعل أو تقرير مما يصلح أن يكون دليلاً لحكم شرعي(17).

وبهذا يتبين الفرق بين هذه المصطلحات لهذا اللفظ الواحد بأن كل أهل العلم نظروا إلى السنة من منظار معين.

فالمحدثون نظروا إليها باعتبار كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم .

والأصوليون  نظروا إليها باعتبار ما يصلح أن يكون دليلاً شرعياً.

والفقهاء نظروا إليها باعتبارها حكماً تكليفياً فهي أحد الأحكام التكليفية الخمسة.

وعلماء الاعتقاد نظروا إليها باعتبار ثبوتها بالدليل الشرعي فما يخالفها يعتبر بدعة فهي قسيم البدعة استناداً إلى ما جاء في حديث العرباض الذي سبق ذكره.

وهذا الإطلاق هو السائر في كتب العقيدة, وهو الغالب في الاستعمال عند هذا الإطلاق, سواء كان أمراً واجباً أو مستحباً أو مشروعاً.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


 

(1)  لسان العرب( 13/225).

(2) الإحكام( 1/223).

(3) السنة ومكانتها في التشريع ص 53 السنة قبل التدوين (ص:16).

 (4)  المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم (ص: 367).

(5) المفردات في غريب القرآن, الأصبهاني (ص: 245).

(6)  تفسير القرآن العظيم( 2: 267).

(7) الجامع لأحكام القرآن, القرطبي (5/148).

(8)  النهاية في غريب الحديث والأثر, ابن الأثير (ص: 449).

(9)  شرح نخبة الفكر(ص/ 153).

(10) النهاية في غريب الحديث والأثر, ابن الأثير (ص: 449).

(11) جامع العلوم والحكم حديث العرباض (ص: 21).

(12)  أخرجه الترمذي( 5/ 44 رقم 2676)، وهو حديث صحيح.

(13) السنة قبل التدوين ص 18

(14)  الإحكام في أصول الأحكام للآمدي ( 1/169).

(15) الإحكام في أصول الأحكام للآمدي 1/169

(16) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 2/6

(17) حجية السنة ص 68 السنة قبل التدوين ص 16

 

 



بحث عن بحث