الاستدلال بالأحاديث السابقة

 

استدل بعض الأطباء والكُتَّاب، ببعض الأحاديث السابقة، على سبق الإسلام لعلم الطب الحديث في الأمور التالية:

1 – إثبات أن للمرأة ماء:

استدل الدكتور محمد علي البار، في كتابه (خلق الإنسان بين الطب والقرآن)(1)،  بـ ]الحديثين رقم (3) ورقم (2) في الحلقة (8)[ والدكتور محمود ناظم النسيمي، في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث)(2)، بـ ]الحديث رقم (2) في الحلقة (8)،والحديث رقم (4) في الحلقة (9) [، ومحمد كامل عبدالصمد في كتابه (الإعجاز العلمي في الإسلام – السنة) (3)، بـ ] الحديث رقم(3) في الحلقة (8) [.

حيث إن هذه الأحاديث تثبت أن للمرأة ماءً، كما أن للرجل ماءً، كلاهما يشتركان في تكوين الجنين، وفَصَّل القول الدكتور البار، فقال ما حاصله:

إن العلم الحديث أثبت أنه يوجد للمرأة نوعان من الماء:

الأول: ماء لزج يسيل ولا يتدفق، وهو عبارة عن إفرازات المهبل، وغدد (بارثولين) المتصلة به، وليس له علاقة في تكوين الجنين، وإنما هو مرطب لفرج المرأة عند الجماع، وحامٍ له، ومطهر ضد الجراثيم(4).

 

الثاني: ماء يتدفق، وهو يخرج مرةً واحدة في الشهر من (حويصلة جراف) بالمبيض، عندما تقترب هذه الحويصلة بالماء الأصفر، من حافة المبيض، فتنفجر عند تمام نموها وكماله، فتندلق المياه على أقتاب البطن، ويتلقف البوق – وهو نهاية قناة الرحم – البويضة، فيدفعها دفعاً رقيقاً، حتى تلتقي بالحيوان المنوي الذي يلقحها في قناة الرحم.

هذا الماء يحمل البويضة تماماً، كما يحمل ماء الرجل الحيوانات المنوية.

وهذا يتفق تماماً مع قوله صلى الله عليه وسلم: «إن ماء الرجل أبيض، وماء  المرأة أصفر»(5).

 

2 – صفة ماء المرأة:

استدل الدكتور مأمون شقفة، في كتابه (القرار المكين) (6)، والدكتور محمد علي البار، في كتابه (خلق الإنسان....) (7)،ومحمد كامل عبدالصمد، في كتابه (الإعجاز العلمي في الإسلام – والسنة)(8)، كلهم بـ ]الحديث رقم (2) في الحلقة(8) [وذلك أنه يصف ويبين ما كشفه الطب الحديث، وصورته آلات التصوير الدقيقة، من أن الماء الذي يحمل البويضة لونه أصفر.

قال الدكتور مأمون شقفة – وقد عرض صوراً لمراحل نمو البويضة في المبيض – : "وقد تأكدت من ذلك بنفسي، وبَزَلْتُ (9)هذا السائل من المبيض، أثناء عملية جراحية، فكان أصفراً"(10).

 

3 – الجنين يخلق من ماء الرجل وماء المرأة:

استدل الدكتور محمد علي البار، في كتابه (خلق الإنسان...) (11)، والدكتور مارشال جونسون، وعبدالمجيد

الزنداني، ومصطفى أحمد، في بحثهم (وصف التخلق البشري: مرحلة النطفة) (12)، ومحمد كامل عبدالصمد، في كتابه (الإعجاز العلمي في الإسلام – السنة)(13)،

كلهم بـ ]الحديث رقم(10) في الحلقة (12)[، والدكتور حامد محمد حامد، في كتابه (رحلة الإيمان في جسم الإنسان)(14)بـ ]الحديث رقم (2) في الحلقة(8)،والحديث رقم(10) في الحلقة (12)[، والدكتور مأمون شقفة في كتابه (القرار المكين) (15)بـ ]الحديث رقم (2) في الحلقة(8)،والحديث رقم (7) في الحلقة (10)[، ومحمود مهدي استانبولي، في كتابه (دلائل النبوة في ضوء المعارف الحديثة(16) بـ ]الحديث رقم (2) في الحلقة(8)[.

فذكروا ما حاصله: أن هذه الأحاديث سبقت الطب الحديث، بما لا يقل عن ألف وثلاثمائة سنة، في إثبات أن الجنين يخلق من ماء الرجل وماء المرأة معاً.

قال الدكتور البار عن ]الحديث رقم(10) في الحلقة (12)[: "وهذا الحديث الشريف إعجاز كامل أيضاً... إن البشرية لم تعلم بواسطة علومها التجريبية، أن الجنين الإنساني يتكون من نطفة الرجل، ونطفة المرأة، إلا في القرن التاسع عشر الميلادي، وتأكد ذلك لديها بما لا يدع مجالاً للشك، في أوائل القرن العشرين"(17).

 

4 – أثر ماء الرجل وماء المرأة في شبه الجنين:

استدل الدكتور محمود ناظم النسيمي، في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث)(18) بـ ]الحديث رقم (1) في الحلقة (7)، والحديث رقم (2) في الحلقة(8)، والحديث رقم (7) في الحلقة (10)[، والدكتور مأمون شقفة، في كتابه (القرار المكين)(19) بـ ]الحديث رقم (7) في الحلقة (10)، الحديث رقم (1) في الحلقة (7)[.

قال الدكتور محمود ناظم النسيمي: "نطفة الرجل وبيضة المرأة، هما الناقلان للصفات الإرثية، عن طريق المورثات الموجودة في الصبغيات، فإذا غلبت مورثات من الأب، نظيرتها من الأم، في الزيجة –: البيضة الملقحة – كانت الصفات التابعة لهذه المورِّثات المُورَّثَة عن الأب، هي الظاهرة في تخلق الجنين وتصويره، من حيث صفاته الجسدية الحاضرة والمستقبلية، واستعداداته الفكرية، والنفسية، والعكس بالعكس.

وبما أن الأب والأم، يرثان عن آبائهم، وأجدادهم، الصفات الإرثية، فإنهما يورثانها لنسلهما، وهكذا قد يشبه الإنسان أحد أبويه، أو أحد أجداده، أو أحد أعمامه أو أخواله.

إلى هذه الحقيقة العلمية، في الصفات الوراثية، تشير الأحاديث النبوية..."(20).

 

وهذا المعنى، ذكره الدكتور مأمون شقفه، إلا أنه لم يجزم به.

 

 


(1) -  خلق الإنسان بين الطب والقرآن، ص (121 – 123).

(2) -  الطب النبوي والعلم الحديث (3/326، 327).

(3) -  الإعجاز العلمي في الإسلام – السنة، ص (170، 171).

(4) -  لم يتضح لي استدلال الدكتور البار بـ ]الحديث رقم (3) في الحلقة (8)[.

(5) -  يبدو أن محمد كامل عبدالصمد لم يفهم كلام الدكتور البار – رغم أنه نقل جله – حيث أنه ربط الماء الثاني بقوله صلى الله عليه وسلم: «نعم إذا رأت الماء» وهو ]الحديث رقم (3) في الحلقة (8)[، وهو بعيد، أما الدكتور البار فقد ربطه بـ ]الحديث رقم (2) في الحلقة (8)[.

(6) -   القرار المكين ص (46، 47).

(7) -   خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص (123).

(8) -   الإعجاز العلمي في القرآن – السنة، ص (174، 175).

(9) -   بزل الشراب: صَفَّاه. المعجم الوسيط (1/54/مادة بزل).

(10) - القرار المكين ص (47) الحاشية.

(11) - خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص (169– 189، 194، 390).

(12) - وصف التخلق البشري: مرحلة النطفة – ص (5)، من أبحاث المؤتمر الدولي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بإسلام آباد – باكستان.

(13) - الإعجاز العلمي في الإسلام – السنة – ص (171).

(14) - رحلة الإيمان في جسم الإنسان ص (51).

(15) - القرار المكين ص (179).

(16) - دلائل النبوة في ضوء المعارف الحديثة ص (362 – 366).

(17) - خلق الإنسان بين الطب والقرآن، ص (390).

(18) - الطب النبوي والعلم الحديث (3/369، 370).

(19) - القرار المكين ص (179، 180).

(20) - الطب النبوي والعلم الحديث (3/369، 370).



بحث عن بحث