الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة – حرف الفاء

 

الحديث الأول:

عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذر يُحَدِّثُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر قصة الإسراء وفيها: «ففرض الله على أمتي خمسين صلاة. قال: فرجعت بذلك حتى أَمُرَّ بموسى. فقال موسى -عليه السلام-: ماذا فرض ربك على أمتك؟ قال: قلت: فرض عليهم خمسين صلاة. قال لي موسى -عليه السلام-: فراجع ربك؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك. قال: فراجعت ربي فوضع شطرها. قال: فرجعت إلى موسى -عليه السلام- فأخبرته. قال: راجع ربك؛ فإن أمتك لا تُطيق ذلك. قال: فراجعت ربي فقال: هي خمس وهي خمسون، لا يُبدَّل القول لدي. قال فرجعت إلى موسى، فقال: راجع ربك. فقلت: قد استحييت من ربي. قال: ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سِدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي. قال: ثم أُدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك»(1).

الحديث الثاني:

عن صهيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئا لا نفهمه ولا يحدثنا به، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فطنتم لي». قال قائل: نعم. قال: «فإني قد ذكرت نبيا من الأنبياء أُعطي جنودا من قومه، فقال: من يكافئ هؤلاء - أو من يقوم لهؤلاء، أو كلمة شبيهة بهذه؛ شك سليمان- قال: «فأوحى الله إليه اختر لقومك بين إحدى ثلاث: إما أن أسلط عليهم عدوا من غيرهم، أو الجوع، أو الموت. قال: فاستشار قومه في ذلك، فقالوا: أنت نبي الله، نَكِلُ ذلك إليك؛ فَخِرْ لنا. قال: فقام إلى صلاته. قال: وكانوا يفزعون -إذا فزعوا- إلى الصلاة. قال: فصلى. قال: أما عدو من غيرهم؛ فلا، أو الجوع؛ فلا، ولكن الموت. قال: فسلط عليهم الموت ثلاثة أيام، فمات منهم سبعون ألفا، فهمسي الذي ترون أني أقول: اللهم يا رب! بك أقاتل، وبك أصاول، ولا حول ولا قوة إلا بالله»(2).

الحديث الثالث:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن هذه الآية التي في القرآن (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا). قال: «في التوراة: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة العوجاء؛ بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا»(3).


 


(1) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء (349)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ذكر إدريس عليه السلام، وهو جد أبي نوح (3342)، مسلم كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- (163).

(2) أخرجه أحمد (18937، 18938، 18940)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1061).

(3) أخرجه البخاري: كتاب البيوع، باب كراهية السخب في الأسواق (2125)، كتاب تفسير القرآن، باب (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) (4838).

 



بحث عن بحث