الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة – حرف الياء (4-13)

 

الحديث الثاني عشر: عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يؤتى بالرجل يومَ القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، ويُخَبَّأُ عنه كبارها، فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من الكبائر أن تجيء. قال: فإذا أراد الله به خيرا؛ قال: أعطوه مكان كل سيئة حسنة، فيقول: يا رب! إن لي ذنوبًا ما رأيتها ها هنا». فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك حتى بدت نواجذه، ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) (1) .

الحديث الثالث عشر: عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب. ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم! هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط»(2) .

الحديث الرابع عشر: عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله –عز وجل-: يا ابن آدم! كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب! خيرَ منزل. فيقول: سلْ وتَمَنَّ. فيقول: ما أسأل وأتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات؛ لما يرى من فضل الشهادة. ويؤتى بالرجل من أهل النار فيقول الله –عز وجل-: يا ابن آدم! كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب! شرَّ منزل. فيقول له: أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا؟ فيقول: أي رب! نعم. فيقول: كذبت؛ قد سألتك أقل من ذلك وأيسر فلم تفعل، فيُرَدُّ إلى النار»(3) .

الحديث الخامس عشر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله -عز وجل-: «يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر؛ أقلب الليل والنهار»(4) .

الحديث السادس عشر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يؤتى بالموت يوم القيامة، فيوقف على الصراط، فيقال: يا أهل الجنة! فينطلقون خائفين وَجِلِين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، ثم يقال: يا أهل النار! فينطلقون فرحين مستبشرين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم ربنا، هذا الموت، فيأمُر به فيُذبح على الصراط، ثم يقال للفريقين –كلاهما-: خلود ولا موتَ فيه أبدا»(5) .

الحديث السابع عشر: عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يَعْرُجُ الذين باتوا فيكم، فيسألهم -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون»(6)


(1)  أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (190) بدون ذكر الآية، وفي مستخرج أبي عوانة (324) بلفظه.

(2) أخرجه مسلم: كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وصبغ أشدهم بؤسًا في الجنة (2807).

(3) أخرجه أحمد (13162، 13511)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3008) .

(4) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب تفسير القرآن، باب (وما يهلكنا إلا الدهر) (4826)، كتاب الأدب، باب لا تسبوا الدهر (6181)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله) (7491)، مسلم: كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها، باب النهي عن سب الدهر (2246).

(5) أخرجه ابن ماجه كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة (4327)، ابن حبان (7450)، واللفظ له، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه: صحيح، وله شاهد عن أبي سعيد الخدري.

(6)  متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب فضل صلاة العصر (555)، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (3223)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ]تعرج الملائكة والروح إليه[ (7429)، باب كلام الرب مع جبريل ونداء الله الملائكة (7486)، مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما (632).



بحث عن بحث