فوائد قصة كعب بن مالك حين تخلف عن غزوة تبوك

 

من فوائد الحديث(1):

1- جواز طلب أموال الكفار من ذوي الحرب، والسعي للظفر بها.

2- جواز الغزو في الشهر الحرام.

3- التصريح بجهة الغزو إذا لم تقتض المصلحة ستره.

4- أن الإمام إذا استنفر الجيش عموما لزمهم النفير ولحق اللوم بكل فرد تخلف، وقال السهيلي: إنما اشتد الغضب على من تخلف، وإن كان الجهاد فرض كفاية؛ لكنه في حق الأنصار –خاصة- فرض عين؛ لأنهم بايعوا على ذلك.

5- أن العاجز عن الخروج للجهاد -الواجب- بنفسه أو بماله لا لوم عليه.

6- استخلاف من يقوم مقام الإمام على أهله والضعفة ومصالح المسلمين.

7- وفيها ترك قتل المنافقين، ويُستنبط منه ترك قتل الزنديق إذا أظهر التوبة، وأجاب من أجازه بأن الترك كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمصلحة التأليف على الإسلام.

8- وفيها عظم أمر المعصية، وقد نبه الحسن البصري على ذلك فيما أخرجه بن أبي حاتم عنه قال: يا سبحان الله ما أكل هؤلاء الثلاثة مالاً حراماً، ولا سفكوا دماً حراماً، ولا أفسدوا في الأرض، أصابهم ما سمعتم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فكيف بِمَنْ يُوَاقِعُ الفواحش والكبائر؟.

9- وفيها أن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ الضعيف في الدين.

10- جواز إخبار المرء عن تقصيره وتفريطه، وعن سبب ذلك، وما آَلََ إليه أمره، تحذيراً ونصيحة لغيره.

11- جواز مدح المرء بما فيه من الخير إذا أَمِنَ الفتنة، وتسلية نفسه بما لم يحصل له بما وقع لنظيره.

12- فضل أهل بدر والعقبة.

13- جواز الحلف للتأكيد من غير استحلاف.

14- التورية عن المقصد ورد الغيبة.

15- جواز ترك وطء الزوجة مدة.

16- وفيه أن المرء إذا لاحت له فرصة في الطاعة فحقه أن يبادر إليها ولا يسوف بها لئلا يحرمها، كما قال تعالى: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} ومثله قوله تعالى:{ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة} نسأل الله تعالى أن يلهمنا المبادرة إلى طاعته، وألا يَسْلبنا ما خولنا من نعمته.

17- وفيها جواز تمني ما فات من الخير.

18- أن الإمام لا يُهْمِلُ من تخلف عنه في بعض الأمور؛ بل يذكره ليراجع التوبة.

19- وجواز الطعن في الرجل بما يغلب على اجتهاد الطاعن عن حمية لله ورسوله.

20- وفيها جواز الرد على الطاعن إذا غلب على ظن الراد وَهْمُ الطاعن أو غلطه.

21- وفيها أن المستحب للقادم أن يكون على وضوء، وأن يبدأ بالمسجد قبل بيته فيصلي ثم يجلس لمن يسلم عليه.

22- مشروعية السلام على القادم وتلقيه.

23- والحكم بالظاهر وقبول المعاذير.

24- استحباب بكاء العاصي أسفاً على ما فاته من الخير.

25- وفيها إجراء الأحكام على الظاهر، وجعل أمر السرائر إلى الله تعالى، فقد قبل -صلى الله عليه وسلم- من المعتذرين أعذارهم.

26- وفيها ترك السلام على من أذنب، وجواز هجره أكثر من ثلاث، وأما النهي عن الهجر فوق الثلاث فمحمول على مَنْ لم يكن هجرانه شرعياً.

27- أن التبسم قد يكون عن غضب، كما يكون عن تعجب، ولا يختص بالسرور.

28- معاتبة الكبير أصحابه ومن يَعِزُّ عليه دون غيره.

29- وفيها فائدة الصدق وشؤم عاقبة الكذب.

30- وفيها العمل بمفهوم اللقب إذا حفته قرينة، لقوله -صلى الله عليه وسلم- لما حدَّثه كعب: أما هذا فقد صدق، فإنه يشعر بأن من سواه كذب، لكن ليس على عمومه في حق كل أحد سواه؛ لأن مرارة وهلالا أيضاً قد صدقا، فيختص الكذب بمن حلف واعتذر، لا بمن اعترف، ولهذا عاقب من صدق بالتأديب الذي ظهرت فائدته عن قرب، وَأَخَّرَ من كذب للعقاب الطويل، وفي الحديث الصحيح ((إذا أراد الله بعبد خيراً عَجَّلَ له عقوبته في الدنيا، وإذا أراد به شراً أمسك عنه عقوبته فَيَرِدُ القيامة بذنوبه)).

31- وفيها تبريد حَرِّ المصيبة بالتأسي بالنظير.

32- وفيها عِظَمُ مقدار الصدق في القول والفعل، وتعليق سعادة الدنيا والآخرة، والنجاة من شرهما به.

33- أن من عوقب بالهجر يعذر في التخلف عن صلاة الجماعة، لأن مرارة وهلالا لم يخرجا من بيوتهما تلك المدة.

34- وفيها سقوط رد السلام على المهجور عمن سلم عليه، إذ لو كان واجبا لم يقل كعب: هل حرك شفتيه برد السلام.

35- جواز دخول المرء دار جاره وصديقه بغير إذنه، ومن غير الباب إذا علم رضاه.

36- وفيها أن قول المرء الله ورسوله أعلم ليس بخطاب، ولا كلام، ولا يحنث به من حلف ألا يكلم الآخر إذا لم يَنُبْهُ مكالمته، وإنما قال أبو قتادة ذلك لما أَلَحَ عليه كعب، وإلا فقد تقدم أن رسول ملك غسان لما سأل عن كعب جعل الناس يشيرون له إلى كعب ولا يتكلمون بقولهم مثلا هذا كعب، مبالغة في هجره والإعراض عنه.

37- وفيها أن مسارقة النظر في الصلاة لا تقدح في صحتها.

38- إيثار طاعة الرسول على مودة القريب وخدمة المرأة زوجها، والاحتياط لمجانبة ما يخشى الوقوع فيه.

39- جواز تحريق ما فيه اسم الله للمصلحة.

40- وفيها مشروعية سجود الشكر، والاستباق إلى البشارة بالخير، وإعطاء البشير أنفس ما يحضر الذي يأتيه بالبشارة، وتهنئة من تجددت له نعمة، والقيام إليه إذا أقبل.

41- اجتماع الناس عند الإمام في الأمور المهمة، وسروره بما يسر أتباعه.

42- مشروعية العارية.

43- مصافحة القادم والقيام له.

44- التزام المداومة على الخير الذي ينتفع به.

45- استحباب الصدقة عند التوبة، وأن من نذر الصدقة بكل ماله لم يلزمه إخراج جميعه.

 


(1)انظر: فتح الباري   [8/124].

 



بحث عن بحث