مسائل الإمام أحمد

 

( 21 ) - قال أبي: الإمام إذا صَلَّى جالساً: صلوا جلوساً.قال بعض الناس: لا يؤم أحد جالساً فيصلي من وراءه قياماً.لا ينتقل فرض أحد دون أحد، يصلي كل إنسان فرضه، واحتج هذا بأن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَلَّى قاعداً وأبو بكر قائماً، فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والناس يأتمون بأبي بكر، فكان النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو الإمام، وهذا قول الشافعي.
وقال بعض الناس وروي عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه جحش شقه قال: فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصَلاة، فصَلَّى قاعداً، وصلينا قعوداً فلما قضى الصَلاة قال: « إنما جعل الإمام ليأتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ر بنا ولك الحمد، وإن صَلَّى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعون » .

حدَّثَنا صالح، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: حدَّثَنا سفيان، عن الزهري سمعه من أنس.ويروى عن جابر بن عبد الله أنه قال: صرع رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من فرس، فوثئت رجله، فدخلنا عليه نعوده، وهو يصلي قاعداً فأشار إلينا، بيده أن أجلسوا، ثم دخلنا عليه الغد وهو يصلي المكتوبة قاعداً، فأشار إلينا بيده أن أجلسوا فلما انصرف قال: ( إذا صَلَّى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً، وإذا صَلَّى قائماً فصلوا قياماً ) ..والذي احتج بأن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَلَّى قاعداً إذ جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يأتم بالنبي، والناس يأتمون بأبي بكر، وأبو بكر وهم قيام، وحيث أومأ إليهم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قعدوا كان هو المبتدئ للصَلاة، فقال: « اقعدوا » فقعدوا، وليس ثم إمام غير النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فصلوا بصلاته قعوداً، وهو قاعد.

وروي عن أبي هريرة، عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: « إذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صَلَّى جالساً فصلوا جلوساً » .
والذي يذهب إليه أبي إلى هذه الأحاديث0وروت عائشة أن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخل عليه الناس في مرضه يعودونه، فصَلَّى بهم جالساً، فجعلوا يصلون قياماً، فأشار أن أجلسوا، فلما فرغ قال: « إنما جعل الإمام ليأتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صَلَّى جالساً صلوا جلوساً » .
وقد روي في ذلك عن أصحاب النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أن جابراً صَلَّى بهم وهو جالس وهم جلوس.وأسيد بن حضير وأبو هريرة معنى قولهم وفعلهم: إذا صَلَّى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً0

فأما من قال: لا يؤمن أحد - يعني: جالساً -، فهذا خلاف ما روي، عن أبي هريرة وعائشة وأسيد وجابر عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وخلاف فعله، إذ مرض فصَلَّى قاعداً وأبو بكر قائم يأتم به، فهو خلاف هذه الأخبار جميعاً، فإن كان إماماً مبتدئ للصَلاة، فصَلَّى بقوم بعض صلاته، فجاء الإمام الأكبر وهو مريض، فإن شاء جلس عن يساره كفعل النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيكون الإمام الأول الذي ابتدأ الصَلاة يأتم به الناس، ويأتم هو بالإمام الذي جاء كفعل النبي صلَّى اللهُ عليه وسلم.    م صالح ص 352-354. المسالة (1389).

 

( 22) - أَخبَرَنِي حرب قال سُئِلَ احمد عن الأخذ من اللحية قال: إن ابن عمر يأخذ منها ما زاد على القبضة، وكأنه ذهب إليها.قلت له: ما الإعفاء ؟ قال: روى عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: كان هذا عنده الإعفاء.

الترجل للخلال ص 113-114 المسألة (92).

 

( 23 ) - أَخبَرَنِي محمد بن أبي هارون أن إسحاق حدثهم قال: سَأَلْتُ أحمد عن الرجل يأخذ عن عارضيه قال: يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة قُلْتُ: فحديث النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم « أحفوا الشوارب وأعفوا عن اللحى » قال: يأخذ من طولها ومن تحت حلقه. ورأيت أبا عبد الله يأخذ من طولها ومن تحت حلقه.

الترجل للخلال ص 114 المسألة (93)

 

 

 



بحث عن بحث