أهل القرآن هم أهل الله وخاصته(1)

 

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن لله أهلين(1) من الناس ) قالوا : يا رسول الله ! من هم ؟ قال : ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ).

تخريجه :

أخرجه الطيالسي في المسند ( 2238 ) وأحمد في المسند ( 12279 ، 12292 ، 135422 ) والدارمي في المسند ( 3369 ) وابن ماجه في السنن ، المقدمة ، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه ( 215 ) والنسائي في السنن الكبرى ( 7977 ) وفي فضائل القرآن ( 56 ) والحاكم في المستدرك ، كتاب فضائل القرآن ، باب أخبار في فضائل القرآن جملة ( 2069 ) وقال عقبه :" قد روي هذا الحديث من ثلاثة أوجه عن أنس هذا أمثلها " وأخرجه أيضا البزار في المسند ( 7369 ) وأبو عبيد في " فضائل القرآن " ص 38 ، وابن نصر في " قيام الليل " ص 74 ، والآجري في " أخلاق حملة القرآن " ( 7 ).

وصحح إسناده الدمياطي في " المتجر الرابح " ( 1183 ) والمنذري في " الترغيب " ( 2 / 354 ) والبوصيري في " مصباح الزجاجة " ( 1 / 91 ) والشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه ( 178 ) وحسنه العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 / 280 ) وقال الذهبي في " الميزان " ( 3 / 626 ) :( إسناده صالح ) ووافقه الحافظ في " اللسان " ( 5 / 254 ).

الشرح والبيان :

من تمام إكرام الله تعالى لحملة كتابه أن جعلهم من أهله وخاصته ، وهو شرف عظيم ، لا يدانيه أي شرف يسعى إليه الناس في الدنيا ، ذلك أن العبد الضعيف الذي حفظ القرآن وتدبره وعمل به وانقاد لهداياته يصبح من أهل الله وخاصته ، ولا شك أن أهل الله وخاصته ، هم أقرب الناس إلى نيل رحمته ، وكرامته ، ومحبته ، والقرب منه تعالى . فهو فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله واسع عليم .

والمقصود بأهل الله وخاصته في الحديث المذكور:

هم حفظة القرآن ، العاملون به ، والمختصون به اختصاص أهل الإنسان به .

وقيل : هم الذين يختصون بخدمته ، فإنه لما قربهم واختصهم كانوا كأهله ، ومنه قيل لأهل مكة : أهل الله ، لما كانوا سكان بيته وما حوله كانوا كأهله(2).

وإذا اختص المخلوق أحدا من المخلوقين قربه منه وأفاض عليه من إكرامه وعطائه ومحبته الشيء الكثير ، فما الظن بالله الكريم ـ وله المثل الأعلى في السماوات والأرض ـ مالك الملك ذي الجلال والإكرام .

فأكرم به من فضل ، وأعظم بها من مكانة ومنزلة يطمح إليها كل مؤمن ، وتصبوا إليها كل نفس تريد وجه الله الكريم ورضوانه وجنته .

فلينتسب كل إنسان لما يتمنى ويرغب : من أهل الـمال أو الجاه أو المناصـب أو الشهرة ، ولتجد القواميس بكل وصف وثناء ، فهل تأتي بأكمل مما وصف به حملة كتاب الله : ( أهل الله وخاصته )(3).


(1) ( أهلين ) : جمع أهل ، جمعت بالياء والنون لكونها ملحق بجمع المذكر السالم ، ونصبت بالياء لكونها اسم إن مؤخر . 

(2) انظر : النهاية في غريب الحديث ( 1/ 83 ) ، لسان العرب ( 11/ 28 ) ، شرح سنن ابن ماجه ( 1/ 20 ) ، فيض القدير ( 5/ 2341 ، 2060 ) .

(3) انظر : حفظ القرآن الكريم ( ص 15 ) ، أنوار القرآن ( ص 239 ) .

 



بحث عن بحث