الحلقة (29)

قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام(14)

تعويذات إبراهيم لابنيه إسماعيل وإسحاق عليهم السلام

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ)[1]

قال ابن حجر في "فتح الباري" (6/410) 
قوله : "وهامّة": واحدة الهوام ذوات السموم .
قوله : " ومن كل عين لامة " : قال الخطابي : المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل " انتهى باختصار .

الرمي عند إسماعيل عليه السلام

-         عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم مَرَّ على نفر من أسلم ينضلون فقال: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا ،ارموا وأنا مع بني فلان» فأمسك أحد الفريقين عن الرمي؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «ارموا فأنا معكم كلكم»[2]


يستفاد مما سبق:
1- يستحب في رقية الأولاد قراءة المعوذتين عليهما ، ومسح أجسامهم أثناء القراءة ، أو قراءتهما بين الكفين ثم النفث فيهما بريق خفيف لتمسح أبدانهم بما تصل إليه اليد ، أو قراءتهما في الماء ومسحهم أو تغسيلهم به ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ نفسه وغيره بهما.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا)[3]

2- قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.

وقد فسر الرمي النبيُ صلى الله عليه وسلم: فعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي.[4]

قال ابن سعدي: أي ‏{‏وَأَعِدُّوا‏}‏ لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم‏.‏ ‏{‏مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ‏}‏ أي‏:‏ كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات من المدافع والرشاشات، والبنادق، والطيارات الجوية، والمراكب البرية والبحرية، والحصون والقلاع والخنادق، وآلات الدفاع، والرأْي‏:‏ والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير.ا.هـ

3- والرمي من اللهو المباح وقد وردت أحاديث كثيرة تفيد أنه صلى الله عليه وسلم كان  يُلاطف الأطفال، ويلاعبهم، ويعطيهم الحرية فى اللعب:
فعن جابر بن سَمُرة - رضي الله عنه -، قال: ((صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – صلاة الأُولى ثم خرج إلى أهله وخرجتُ معه، فاستقبلهُ وِلدانٌ فجعل يمسح خدَّيْ أحدهم واحداً واحداً، قال: وأما أنا فمسح خدَّيَّ فوجدت لِيَدِهِ برداً أو ريحاً، كأنما أخرجها من جؤنة
[5] عطّار))[6].

والأحاديث والآثار كثيرة في هذا الباب.

 


[1]رواه البخاري (3371)

[2]رواه البُخاري:(35077) ( 2899).

[3]رواه الترمذي ( 2058 ) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي

[4]صحيح مسلم1917)

[5]والجؤنة: السفط الذي فيه متاع العطار

[6]مسلم، 2329.



بحث عن بحث