مسند الإمام أحمد ( 5-5 )

 

7 - أهم مميزات المسند :

  1 - يعتبر مسند الإمام أحمد من المصادر الحديثية المسندة ، ولذلك أثره في علوم الحديث إسنادا ومتنا .

  2 - يعد من أنقي المسانيد ، حيث إن الإمام أحمد انتخبه من أكثر من سبعمائة وخمسين ألف حديث ، كما ذكر الإمام أحمد نفسه (1) ، ويقول الحافظ ابن حجر : ( لا يشك منصف أن مسنده أنقي أحاديث وأتقن رجالا من غيره وهذا يدل علي أنه انتخبه ) (2)

3 - يعتبر من الموسوعات الحديثية الجامعة المسندة ، لأنه احتوي غالب المرويات وأصولها الثابتة ، فلا يكاد يوجد حديث صحيح إلا وهو فيه بنصه ، أو أصله ، أو نظيره ، أو شاهده (3) ، ويقول ابن الجوزي : ( ما من حديث غالبا إلا وله أصل في هذا المسند ) (4) ، ويقول الحافظ ابن كثير : ( يوجد في مسند الإمام أحمد من الأسانيد والمتون شيئ كثير مما يوازي كثيرا من أحاديث مسلم بل والبخاري أيضا ، وليست عندهما ، ولا عند أحدهما ، بل لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الأربعة ) (5)

 8 - رواية المسند : المسند من رواية أبي بكر : أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي القطيعي ( ت 368 هــ ) عن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ( 290 هــ) عن أبيه .

 9 - جهود العلماء في العناية بالمسند : لقد عني العلماء بالمسند عناية كبيرة لما له من أهمية كبيرة ومنزلة عظيمة ، وقد تمحورت هذه الأهمية في الآتي :

أ - ترتيبه كترتيب كتب الأطراف :

 -  رتبه علي معجم الصحابة والرواة عـنهم كترتيب كتب الأطراف الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب الصامت .

 -  ثـم أخذ الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير كتاب المسند بترتيب ابن المحب الصامت ، وضم إليه الكتب الستة ،  ومسند البزار ، ومسند أبي يعلي الموصلي ، ومعجم الطبراني الكبير ، ورتبها جميعا علـي نفس ترتيب ابن المحب للمسند وسماه ( جامع المسانيد والسنن ) .

 قال ابن الجزري : ( ... وجهد نفسه كثيرا وتعب فيه تعبا عظيما ، فجاء لا نظير له في العالم ، وأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة ، فإنه مات قبل أن يكمله لأنه عوجل بكف بصره ، وقال لي : رحمه الله تعالي ـ لا زلت أكتب فيه في الليل والسـراج ينونص ــ يعني يضعف ــ حتي ذهب بصري معه ، ولعل الله أن يقيض له مــن يكمله مع أنه سهل ، فإن معجم الطبراني الكبير لم يكن فيه شيئ من مسند أبي هريرة رضي الله عنه ) (6)

-  ورتبه علـى الأطراف أيضا الحافظ ابن حجر وسماه : ( إطراف المسند ــ بكسر النون وضم الميم - المعتلي بأطراف المسند الحنبلي ) ثم ضمه أيضا مـع الكتب العشرة في كتابه ( إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة ) .

  ب - ترتيبه علي الكتب والأبواب الفقهية :

   -  رتبه غلي الكتب والأبواب الفقهية الشيخ العلامة أحمد بن عبد الرحمن البنا ، الشهير بالساعاتي وسماه :  ( الفتح الرباني بترتيب مسند الإمـام أحمد بن حنبل الشيباني ) غير أنه اقتصر علي جزء من إسناد الحديث مع تمام متنه ، ثـم عاد وشرحه وخرج أحاديثه في كتاب سماه ( بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ) لكن المنية عاجلته قبل إتمامه ، فأتمه الشيخ الدكتور محمد عبد الوهاب البحيري ، وقد طبع الكتابان معا في أربعة وعشرين جزءا .

   - ورتبه علي نفس ترتيب الفتح الرباني الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عثمان القرعاوي غير أنه استوعب الأسانيد وطرق الحديث كلها في المسند ، وسمي كتابه ( المحصل لمسند الإمام أحمد بن حنبل ) ، قال في أوله : ( وطريقتي في ذلك هي أني أذكر الترجمة ( كباب في معرفة حق الله تبارك وتعالي ..... ) وبعدها أجعل لكل صحابي رقما مبتدئا برقم واحد ( 1 ) وبجانب الرقم أذكر اسم الصحابي ، ثم اذكر حديثه واجعل لهذا الحديث ولطرقه أرقاما من الجانب الأيمن علي التسلسل تبين عدد طرقه ، إلا إن تكرر ذكر الحديث فيما سبق فإني أشير إلي أنه قد تكرر في قولي : (( قال مقيده عفا اله عنه ... )) وقد جعلت قبل هذا الرقم رقما يشير إلي تعداد أحاديث المحصل كاملا من أوله إلي آخره مبتدأ برقم ( 1 ) ومنتهيا برقم ( 29258 ) .

   

ج - تحقيقه تحقيقا علميا :

-  قام الشيخ العلامة أحمد محمد شاكر بتحقيق المسند ، فحقق النص ، وقابله علي نسخ خطية ، ورقم الأحاديث ، وخرجها ، وتكلم على أحوال رواتها ، وحكم عليها ، ووضع فهارس علمية دقيقة في آخر كل مجلد ، لكن المنية عاجلته قبل أن يتمه ، والمطبوع منه إلي مسند أبي هريرة رضي الله عنه في سبعة عشر مجلدا ، وقد شرع الشيخ الدكتور الحسيني هاشم في إتمام ما بدأ به الشيخ أحمد شاكر إلا أن المنية عاجلته أيضا قبل إتمامه ، لكن أتمه مــ-ن بعد الجزء الذي انتهي إليه الشيخ شاكر الأستاذ حمزة الزين وطبع كاملا في عشرين مجلدا .

-  قام جملة من الباحثين في الدراسات العليا بقسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين بالقاهرة بتحقيق المسند كاملا ــ وذلك ضمن رسائل الماجستير والدكتوراه ــ فخرجوا أحاديثه ، وترجموا لرواته ، وشرحوا غريبه ، وعلقوا علي بعض أحاديثه ، وهذا العمل مع شموله واستيعابه لا زال قيد المخطوطات بمكتبة كلية أصول الدين بالقاهرة

ـ  قام الشيخ العلامة شعيب الأرنؤوط مع مجموعة من العلماء بتحقيق المسند ، وتخريج أحاديثه ، والتعليق عليه ، وقد قامت بطباعة هذا العمل مؤسسة الرسالة ببيروت في خمسين مجلدا ، وأشرف علي إصدارها معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، وقد تميزت هذه الطبعة بالعناية الفائقة في تحقيق النص علي عدة نسخ خطية ، وتجنبت كثيرا من التصحيفات التي وقعت في الطبعات السابقة ، كما تمم كثير من المواضع الساقطة من المسانيد في الكتاب ، مـع تخريج الأحاديث  تخريجا شاملا ، وإعداد فهارس متنوعة .

د - ترتيب أطراف الأحاديث علي أوائل ألفاظ المتون بحسب حروف الهجاء :

  مثل :

  1 - فهرس أحاديث مسند الإمام أحمد بن حنبل ، إعداد أبي هاجر : محمـد السعيد بن بسيوني زغلول   

  2 - مرشد المحتار إلي ما في مسند الإمام أحمد بن حنبل من الأحاديث والآثار ، لحمدي عبد المجيد السلفي .

   3- المنهج الأسعد في ترتيب أحاديث مسند الإمام أحمد ( ومعه الفتح الرباني ، وشرح العلامة أحمد شاكر علي المسند ) إعداد عبد الله ناصر رحماني .

    هـ - ترتيب أسماء الصحابة المخرج حديثهم بحسب حروف الهجاء : كما في

1 - ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند ، للحافظ أبي القاسم : علي بن الحسين بن هبة الله المعروف بابن عساكر ( ت 571 هــ ) .

 2- فهرس العلامة محمد ناصر الدين الألباني ، لأسماء الصحابة الذين أخرج الإمام أحمد حديثهم .


(1) انظر : خصائص المسند لأبي موسي المديني ص 21 .

(2) النكت علي كتاب ابن الصلاح ص149 .

(3) انظر للفائدة في هذا الباب : كتاب الفروسية لابن القيم ص 69 .

(4) المصعد الأحمد ( 1 / 31 ) .

(5) اختصار علوم الحديث ص 27 .

(6) الفتح الرباني ( 1 / 8 )+

 

 



بحث عن بحث